شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر ما امتن الله به من الروح

صفحة 234 - الجزء 2

  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة: اعلم أن الروح جسم لطيف يجانس الهوى.

  والدليل على أنه جسم أنه قائم بنفسه بل لا يعلم الحيوان ولا يقدر إلا به ألا ترى أن الدواب تحمل الأثقال فإذا زايلها الروح لم تحمل أنفسها فضلاً عن حمل غيرها فصح أنه جسم، ولو كان عرضاً لضعف عن القيام بنفسه ومن الحمل لغيره.

  وقد قال فيه القاسم # في جواب مسائل سئل عنها: وسألته عن الروح الذي يكون في الحيوان؟

  فقال: هو المتحرك الذي به يحيا الحيوان ويذهب، ويقبل ويدبر، ويعرف وينكر، وهو شيء لا يعرف بالعين وإنما يعرف بالدليل واليقين. انتهى.

  ثم ذكر كلام الهادي # في معرض الاحتجاج به والتأكيد لقوله.

  قلت: وكلامه # حسن جيد وهو الذي يفهم من كلام القاسم والهادي والناصر $.

  وكذلك حكى # عن المؤيد بالله # ما لفظه: وقال المؤيد بالله قدس الله روحه في تعليق شرح الإفادة: الروح والهواء جسمان لطيفان والعقل عرض.

  قال: واختلفت العلماء في الروح فقيل: يبقى بعد مفارقة الجسد حتى يفنى عند أزف القيامة كما قال الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦}⁣[الرحمن].

  وقيل: لا يكون حياً بعد مفارقة الجسد. انتهى كلام المؤيد بالله #.

  وقال الإمام الحسين بن القاسم بن علي $ في جواب من سأله: وسألت عن العقل ما هو في ذاته؟ وهو عرض ركبه الله في قلوب المتعبدين وجعله حجة على المكلفين، والعقل والنفس ضدان وهما في القلوب متعلقان والجسم والروح لهما موضعان وأحقهما بحمل النفس والعقل الروح؛ لأن العقل والنفس روحيان وهما في ذاتهما عرضان.