(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته
  الفاعل لا يعلم بالضرورة.
  قال: فإذا بطل بما ذكرنا أدلة القاطعين بصحة العدم على هذه الأجسام واستحالتها ثبت ما نريده من صحة التوقف.
  قال: ومعتمدنا في الدلالة على ما اخترناه نصوص القرآن وظواهره وهي في دلالتها على ما ذكرناه على أنواع ثلاثة: منها ما يدل على تغيُّر أحوال السماء كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١}[الانفطار]، {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}[الانشقاق]، {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ٩}[الطور]، {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ٨}[المعارج].
  ومنها ما يدل على تغير أحوال الأرض كقوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤}[الحاقة]، {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١}[الزلزلة]، {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ}[المزمل: ١٤].
  ومنها ما يدل على تغير أحوال الأمور الحاصلة بين السماء والأرض كالشمس والنجوم والجبال والبحار وجميع الناس كقوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢}[التكوير] أي: سقطت {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ٨}[المرسلات]، {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ٣}[التكوير]، {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ١٠}[المرسلات]، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ٦}[التكوير]، {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤}[القارعة]، وغير ذلك.
  قال: فهذه النصوص كلها دالة على تغير أحوال هذا العالم وبطلان نظامه وتركيبه فهذه التغيرات وغيرها من الأهوال التي اشتمل على وصفها الكتاب الكريم نعوذ بالله منها.
  قال: فحصل من مجموع ما ذكرناه في هذه المسألة أن الاختيار في هذه الأمور شيئان:
  أحدهما: الوقف في الإعدام.