شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته

صفحة 246 - الجزء 2

  الفاعل لا يعلم بالضرورة.

  قال: فإذا بطل بما ذكرنا أدلة القاطعين بصحة العدم على هذه الأجسام واستحالتها ثبت ما نريده من صحة التوقف.

  قال: ومعتمدنا في الدلالة على ما اخترناه نصوص القرآن وظواهره وهي في دلالتها على ما ذكرناه على أنواع ثلاثة: منها ما يدل على تغيُّر أحوال السماء كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١}⁣[الانفطار]، {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}⁣[الانشقاق]، {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ٩}⁣[الطور]، {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ٨}⁣[المعارج].

  ومنها ما يدل على تغير أحوال الأرض كقوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤}⁣[الحاقة]، {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ١}⁣[الزلزلة]، {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ}⁣[المزمل: ١٤].

  ومنها ما يدل على تغير أحوال الأمور الحاصلة بين السماء والأرض كالشمس والنجوم والجبال والبحار وجميع الناس كقوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢}⁣[التكوير] أي: سقطت {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ٨}⁣[المرسلات]، {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ٣}⁣[التكوير]، {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ١٠}⁣[المرسلات]، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ٦}⁣[التكوير]، {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤}⁣[القارعة]، وغير ذلك.

  قال: فهذه النصوص كلها دالة على تغير أحوال هذا العالم وبطلان نظامه وتركيبه فهذه التغيرات وغيرها من الأهوال التي اشتمل على وصفها الكتاب الكريم نعوذ بالله منها.

  قال: فحصل من مجموع ما ذكرناه في هذه المسألة أن الاختيار في هذه الأمور شيئان:

  أحدهما: الوقف في الإعدام.