شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر الرزق)

صفحة 255 - الجزء 2

  الإنسان يدلك على آخره، أولا تسمع قوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠}⁣[يس].

  قال الملحد: إنه ليس بين الروح والتراب مشاكلة، فيما يُعرف!

  قال القاسم #: فهل تعلم بين النار والشجر الأخضر مشاكلة؟

  قال: نعم. وهي أنها مجموعة من الطبائع الأربع إحداهن النار.

  قال القاسم #: الله أكبر هل تعلم بين النار وبين ثلاثهن مشاكلة؟

  قال: لا.

  قال القاسم #: فكيف اجتمعن؟ إنه لما جاز أن تجتمع النار مع الماء، والأرض والأهوية، بلا مشاكلة بينهن جاز للروح مثل ذلك.

  فقال الملحد عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وأن كل ما جاء به حق، وتَعِسَت أمة ضلت عن مثلك. وأسلم وحَسُنَ إسلامه، وكان يختلف إلى القاسم #، ويتعلم منه شرائع الإسلام.

(فصل: في ذكر الرزق)

  الوجه في ذكره أنه من أفعال الله سبحانه الدالة على عدله وحكمته وفيه مصالح الخلق ومنافعهم فهو من أصول النعم التي تفرد الله تعالى بخلقها وهي عدل وحكمة.

  واعلم أن الرزق في الأصل مصدر يقال: رزقه الله المال رزقاً وقد صار اسماً للأعيان.

  قال في الصحاح: الرزق ما ينتفع به والجمع الأرزاق، والرزق العطاء.

  وهو في الاصطلاح: ما ينتفع به وليس للغير المنع منه سواء كان مما يملك كالأموال أو لا يملك كالقوة والصحة والعقل والسمع والبصر والجوارح كالأيدي والأرجل وغير ذلك، وقد أشار إلى ذلك # فقال: