شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر فناء العالم وكيفيته

صفحة 260 - الجزء 2

  هكذا رواه الإمام # عنهم.

  ومن ذلك قولهم: إن ثعبان موسى عبارة عن حجته، وإحياء الموتى عبارة عن العلم، ونبع الماء من بين أنامل النبي ÷ إشارة إلى كثرة علمه، وإن الجنابة إظهار العلم إلى غير أهله وغير ذلك.

  (وذلك) منهم تصميم على الكفر و (رَدّ لما علم من الدين ضرورة فهو تكذيب لله ورسوله)، وذلك كفر إجماعاً.

  قال (المسلمون: وما حيز من مباح) أي ما حازه أحد من مباح كالماء والحطب والصيد والأرض البيضاء التي لا أثر ملك فيها (أو) حازه أحد وقبضه (بتكسب مشروع) أي أحله الشارع (نحو الشراء) والاتهاب والإجارة ونحو ذلك (فهو ملك من حازه) ولا يجوز لغيره تناوله إلا برضاه.

  وقالت (المطرفية) وهم فرقة من الزيدية منسوبون إلى رئيس لهم اسمه مطرف بن شهاب كان في وقت الصليحي علي بن محمد قالوا: (لا ملك لعاص) فما حازه العاصي وقبضه فهو مغتصب له لأن الله لم يرزقه ولا أذن له في تناول شيء من رزقه.

  (لنا) حجة عليهم: (الآيات) القرآنية وهي كثيرة، (نحو قوله: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ...} الآية [النحل: ٥٦])، وقوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ...} الآية [الأنعام: ١٤٠]، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}⁣[الأنعام: ١٥١]، وقوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ...} الآية [الملك: ٢١]، وغير ذلك، والكلام عائد إلى الكفار.

  (و) لنا عليهم أيضاً: (الإجماع) من الأمة على أن العاصي يملك ما كسبه من الحلال وأنه يحرم اغتصابه إلا بحق.

  قالوا: جاز تغنم أموال الكفار بالإجماع وكذلك البغاة فدل على أنهم غير