شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في حقيقة التكليف ووجه حسنه

صفحة 267 - الجزء 2

  المحتكرين للطعام وإنما طلبوه التسعير لمجرد الغلاء الحاصل بسبب من الله ... إلى آخر ما ذكره #.

(فصل:) في حقيقة التكليف ووجه حسنه

  (و) اعلم أن حقيقة (التكليف لغة): أي في لغة العرب (تحميل ما يشق) أي ما يتعب المكلف ويشق عليه يقال: كلفني فلان عمل كذا أي حملني مشقته ويدخل في ذلك الفعل والترك نحو كلفني ترك الشرب وترك الأكل.

  (و) حقيقة التكليف (اصطلاحاً) أي الحقيقة العرفية التي اصطلح عليها أهل الشرع: (البلوغ والعقل) فيقال: فلان مكلف أي بالغ عاقل، وأصله من تسمية السبب باسم المسبب.

  (و) حقيقته (شرعاً) أي الحقيقة الشرعية التي أثبتها الشارع (تحميل الأحكام) الخمسة سواء كانت عقلية أو شرعية فيقال: كلف الله فلاناً أي حمله وألزمه فعل الصلاة والزكاة وأداء الأمانة وترك الظلم ونحو ذلك من سائر التكليفات اللازمة في الأغلب للمشقة وكذلك حبب الله ترك المكروه وفعل المندوب فهو محمل إياهما، وإن كان على وجه الرخصة فحقيقته في الشرع بعض حقيقته في اللغة.

  (ووجه حسنه) أي حسن التكليف (كونه عرضاً) للمكلف (على الخير) وهو الفوز بالنعيم الدائم والدرجات العالية في جنات عدن مع التعظيم الذي لا يكون إلا مع الثواب (كما مر) ذكره في مسألة إيجاد الخلق سواء سواء، فكما أن إيجاد الخلق تفضل من الله سبحانه عليهم مع إظهار الحكمة كذلك تكليفهم.

  وأيضاً قد تقرر أن الله سبحانه عالم بكل المعلومات وأنه تعالى غني لا يفتقر إلى شيء من الممكنات.

  فإذا تقرر هذان الأصلان ثبت أن الله حكيم في أفعاله لا يفعل شيئاً من القبائح فإذا صدر من جهته فعل من الأفعال وغمض على أفهامنا بيان وجه