(فصل:) في أحكام اللطف وغيره
  الثواب تفضلاً منه وتوسعاً بما هو من المزيد أهله».
  ومن دعاء الصحيفة لزين العابدين علي بن الحسين #: «إلهي لو بكيت حتى تسقط أشفار عيني، وانتحبت لك حتى ينقطع صوتي، وقمت لك حتى تنتثر قدماي، وركعت لك حتى ينخلع صلبي، وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي، وأكلت تراب الأرض طول عمري، وشربت ماء الرماد آخر دهري، وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة، وإن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك وتعفو عني حين استحق عفوك فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق ولا أنا أهل له باستيجاب» انتهى.
  وفي أقوال العترة $ من مثل هذا كثير ولا شك أن لفظ الوجوب على الله سبحانه مبتدع حادث لم يطلقه على الله سبحانه الرسول ÷ ولا الصحابة ولا التابعون ولا قدماء أئمة أهل البيت $ المطهرون.
  قال #: ولنا حجة ثالثة على ما ذهبنا إليه (و) هي (لأن خلقه تعالى للحيوان) على اختلاف أجناسه (كإحضار) قوم (محتاجين إلى الطعام) في الشاهد (وإعداده) تعالى (للجزاء) للمكلفين (كنصب مائدة سنية) أي مائدة عظيمة فيها من أنواع الطعام ما يعجب ويرغب.
  (وامتحانهم) أي امتحان المكلفين بالتكليف وحمل أعبائه ونحوها (كجعل الطريق إليها) أي إلى تلك المائدة (وتمكين المكلف) من فعل ما كلف به بخلق القدرة والآلة (كتيسير تلك الطريق) وتسهيلها للسالك إلى تلك المائدة.
  (وفعل الألطاف) للمكلفين (كنصب العلامات) الواضحة على تلك الطريق (كي لا يسلك غيرها) أي لئلا يسلك غير تلك الطريق، (وإرسال الرسل) من الله تعالى (كالنداء إليها) أي الدعاء إليها، (وقبول توبة التائبين