(فصل): في الفرق بين الرسول والنبيء
  وثلاثة عشر» ذكره الإمام المهدي # في الغايات.
  قال: ومتأخرو أصحابنا أنكروا ذلك وقالوا: الخبر آحادي فإن صح فالمراد بالأنبياء من يصلح للبعثة ولم يبعث وبالرسل من أرسل.
  قال: وهذا التأويل مصادم للآية وهي قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ}[الحج: ٥٢]، فصرح بأن النبي قد أرسل.
  قلت: وفي التأويل نظر أيضاً من وجه آخر وهي أن الرسالة والنبوة اصطفاء واجتباء من الله سبحانه لمن يشاء من عباده كما قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ}[الأنعام: ١٢٤]، فمن أين علموا أن بعض المكلفين يصلح للرسالة والنبوة قبل البعثة فلا يستقيم تأويلهم إلا على مذهب المطرفية أن النبوة والرسالة فعل النبي والرسول وذلك باطل كما سبق ذكره.
  ويشترك الأنبياء في لفظ النبي والمصطفى والمختار والمجتبى والبعيث والمبعوث والمرسل والحجة وغير ذلك.
  ويختص نبيئنا ÷ بالعاقب والحاشر والفاتح والخاتم وسيد الأنبياء ونحو ذلك.
  واعلم أنه لا رسول ولا نبي إلا بوحي من الله سبحانه إليهما إما على لسان ملك وهو جبريل # بكلام ظاهر أو يكون الوحي بكلام يخلقه الله في جسم كالشجر والحصى ونحو ذلك.
  وقالت الحشوية: يجوز نبيء من غير وحي ولا معجزة تظهر على يده ولا شريعة يأتي بها بل يرى في المنام ما لا يختلف فيشبه الوحي أو نحو ذلك.
  قال الإمام المهدي #: ولا معنى لما يكاد يظهر على لسان كثير من العوام أن فلاناً متنبئاً إلى نفسه فقط لأنه لا يفيد إلا أنه مبعوث إلى نفسه، وهذا ظاهر البطلان.
  قلت: وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب تثبيت الإمامة: إن يحيى بن زكريا @ كان نبياً بالاتفاق وأنه لم يرسل إلى أحد لأن الحجة كان زكريا # في