(فصل): في الفرق بين الرسول والنبيء
  وقته ومن بعده عيسى # ويحيى بن زكريا كان في وقت عيسى # وهذا معنى ما ذكره القاسم # لا لفظه وهو يخالف ما ذكره الإمام المهدي # والله أعلم.
  ولا بد للرسول والنبي من معجز يدل على صدقه وصدق الملَك المرسَل إليه، وقد قيل إن النبي يعرف الملك المرسل إليه ضرورة.
  وقال الإمام أحمد بن سلميان # في كتاب الحقائق: والذي دل محمداً ÷ على أن جبريل صلى الله عليه رسول إليه من الله ما أراه من المعجزة الخاصة لنفسه لأنه لو لم يُرِه معجزة لنفسه لم يتحقق صدقه كما أنه لا يُتحقق صدق النبي ÷ إلا بمعجزة فأول ما نزل جبريل إلى النبي ÷ ما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي $ قال: نزل إلى الرسول ÷ جبريل صلى الله عليه وعليه جبة من سندس بأعلى الوادي وهو يرعى غنماً لأبي طالب فأخرج له درنوكاً(١) من درانيك الجنة فأجلسه عليه ثم أخبره أنه رسول الله وأمره بما أراد أن يأمره به فلما أراد جبريل صلى الله عليه أن يقوم أخذ رسول الله ÷ بطرف ثوبه ثم قال له: «ما اسمك؟ فقال: جبريل» فقام رسول الله ÷ فلحق بالغنم فما مر بشجرة ولا مدرة إلا تسلم(٢) عليه تقول: السلام عليك يا رسول الله(٣).
  قال #: ومن معجزات جبريل صلى الله عليه الخاصة له ما روي أن النبي ÷ رأى جبريل صافاً في الهواء قد شق الأفق.
  قال #: وروي أن جبريل جاءه ÷ فأخرجه إلى البقيع وانتهى به إلى
(١) الدرنوك ضرب من البسط ذو خَمل ويشبه به فروة البعير. تمت (صحاح). (حاشية في الأصل).
(٢) في (ب): سلم.
(٣) رواه الإمام المتوكل على الله (ع) في حقائق المعرفة، ورواه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي بسنده إلى جعفر الصادق عن آبائه (ع).