شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر المعجز وحقيقته

صفحة 351 - الجزء 2

(فصل): في ذكر المعجز وحقيقته

  (والمعجز) في اللغة: ما يجعل غيره عاجزاً وقد يفسر بأنه: كل فعل يقدر عليه بعض القادرين دون بعض، يقال: أعجزني هذا الفعل أي لم أقدر أن أفعل مثله، والمعنى أن ظهور قدرة فاعله عليه كانت سبباً للحكم بعجزي عنه لا أنه سبب عجزي، وإنما سبب العجز عدم القدرة.

  وأما حقيقته في الاصطلاح فهو: (مالا يطيقه بشر) يدخل بذلك ما يطيقه غير البشر من الملائكة والجن؛ لأن النبي لا يكون إلا من البشر والمعجز أمارة بصدقه فإذا جاء بما يخرق عادة البشر كفى ذلك في صدق دعواه (ولا يمكن التعلم لإحضار مثله ابتداء) خرج بذلك السحر والطلسمات والشعبذة فإنه يمكن التعلم لإحضار مثلها.

  وحقيقة السحر هو: أن يُرى الأمر في الظاهر على خلاف ما هو عليه نحو أن يرى غير الحي حياً ونحو ذلك.

  وقوله ابتداء ليدخل في حد المعجز ما لا يمكن التعلم للإتيان بمثله إلا اتباعاً لمبتدئه ومنشئه وهو القرآن فإنا نقدر على الإتيان به اتباعاً لمنشيه وهو الله تعالى ولا نقدر على الإتيان بمثله ابتداء.

  ذكره الإمام #، ولهذا قال #: (سواء دخل جنسه في مقدورنا كالكلام) أي كلام الله سبحانه وهو القرآن فإنه معجز وجنسه وهو النطق بالأحرف وترتيبها داخل في مقدورنا (أم لا) يدخل جنسه في مقدورنا (كحنين الجذع) إلى النبي ÷ ومجيء الشجرة وعودها، وقلب العصا حية فإن ذلك كله معجز.

  والشعبذة هي الحيل التي يعسر معرفة كيفيتها إلا باستنباط ونظر ومعرفة خواص أو بتعلم ممن تقدم منه استنباط لذلك ونظر ولفظها اسم لتحيل مخصوص وهو يمكن تعلمها بخلاف المعجز.