[شرط المعجز والخلاف في جواز تقدمه وتأخره]
  حكاه الله تعالى من قوله: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ٣٢ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ٣٣}[الشعراء]، وهاتان معجزتان لا يمكن البشر الإتيان بمثلهما وقعتا عقيب دعوى موسى # الرسالة ودعواه المعجز مطابقتين لما ادعاه.
  (أو) لم يكن ذلك المعجز قد ادعاه ذلك النبي ولكنه (كان معرفاً بالنبوة كخبر الثعلب) المعرف بنبوءة نبينا محمد ÷ وخبر الحمار أما خبر الحمار فسيأتي ذكره.
  وأما خبر الثعلب فرواه أبو طالب # في الأمالي يرفعه إلى أبي ذر ¦ قال: كنا عند النبي ÷ فأتاه أعرابي على ناقة له فأجلسه ÷ أمامه وقال له: «حدث الناس ما كان من أمر ثعلبك»(١) فقال: أنا رجل من أهل نجران كنت أحطب من واد يقال له السيال فبينا أنا كذلك إذا أنا بهاتف وهو يقول:
  يا حامل الجرزة(٢) من سيال ... هل لك في أجر وفي نوال
  وحسن شكر آخر الليالي ... أنقذك الله من الأغلال
  ومن سعير النار والأنكال ... فامنن فدتك النفس بالإفضال
  وحُلَّني من وهق الحبال
  قال: فالتفت فإذا ثعلب مربوط إلى شجرة فقال الثعلب:
  يا حامل الجرزة للأيتام ... عجبت من شأني ومن كلامي
  اعجب من الساجد للأصنام ... مستقسمٌ للكفر بالأزلام
  هذا الذي في البلد الحرام ... نبي صدقٍ جاء بالإسلام
(١) رواه أبو طالب # في الأمالي عن أبي ذر.
(٢) قال: في الصحاح: جرزه يجرزه جرزاً: قطعه، وهو بتقديم الراء على الزاي. تمت (من هامش الأصل).