(فصل): في ذكر المعجز وحقيقته
  وبالهدى والدين والأحكام ... وبالصلاة الخمس والصيام
  والبر والصِّلاة للأرحام ... مهاجراً في فتية كرام
  غير معازيب ولا لئام
  قال: فذهبت لأحله فإذا هاتف آخر يقول:
  يا حامل الجرزة من جرز الحطب ... أما ترى وأنت شيخ منحدب
  وفيك علم ووقار وأدب ... أن الذي نُبِّئ زور وكذب
  محمد أفسد ديوان العرب
  قال: فأنشأ الثعلب يقول:
  إن الذي تسمعه يبغيني ... ملعون جن أيما ملعون
  يدين في الله بغير ديني ... يغريك بي عمداً لكي ترديني
  فامنن فدتك النفس بالتهوين ... على أخٍ مضطهدٍ مسكين
  إن لم تغثني غلقت رهوني
  قال: فأتيته فحللته. انتهى.
  وكذلك ما روي من خبر الذيب روي أن ذيباً احتمل شاة كبيرة فتعجب الراعي من ذلك وكان اسمه أهبان السلمي فقال: ما رأيت كاليوم ذئباً صغيراً يحتمل شاة كبيرة فترك الذيب الشاة وأقبل عليه وقال: بلى والله أعجب من ذلك أن محمداً يدعوكم إلى الحنيفية وأنتم لا تجيبونه فكان أهبان يسمى مكلم الذئب.
  (وإلا) أي وإن لم يقع عقيب الدعوى مطابقاً لدعواه ولا كان معرفاً بالنبوءة (فهو) أي ذلك الحاصل الذي لم يطقه بشر (آية) أي عبرة وتذكرة (من آيات الله مصادفة) للنبوءة (وليس بمعجز) أي لا يسمى معجزاً في الاصطلاح (لعدم اختصاصها) أي تلك الآية (بوقته) أي وقت النبي صلى الله عليه ودعواه لأن كثيراً من آيات الله يظهر في غير وقت نبي فلا نعلم كونها شاهدة بصدقة إلا بما ذكرناه