شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷

صفحة 366 - الجزء 2

  ومن معجزاته ÷ قصة ناقته يوم ضلت في غزوة تبوك.

  ومنها: مجيء الشجرة إليه ÷ ورجوعها إلى موضعها، وذلك أن ركانة⁣(⁣١) بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب خلا يوماً برسول الله ÷ في بعض شعاب مكة فقال له ÷: «يا رُكانة ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه» فقال: لو أني أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك، فقال ÷: «أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن الذي أقول حق؟» قال: نعم فصرعه مرتين⁣(⁣٢) فعجب من ذلك، فقال ÷: «وأريك أعجب من ذلك» ثم دعا الشجرة فأقبلت ووقفت بين يدي رسول الله ÷ ثم رجعت وركانة يعاين ذلك وما زاده إلا طغياناً.

  وفي نهج البلاغة: قال علي #: «وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ - أي مع النبي ÷ - لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً ما لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أهل بَيْتِكَ وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَأَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَرَسُولٌ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ لهم ÷ وَمَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَتَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ÷ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَتَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تفئون إِلَى خَيْرٍ وَإِنَّ فِيكُمْ لمن يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَمَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نبيئاً لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَجَاءَتْ وَلَهَا


(١) ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. كان من مسلمة الفتح توفي سنة اثنتين وأربعين. (الاستيعاب في معرفة الأصحاب باختصار) ولعل قول المؤلف |: (عبدالمطلب) سهو من الناسخ، والله أعلم.

(٢) رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج نقلا عن دلائل النبوة للبيهقي، وروى القصة ابن قانع في معجم الصحابة وأبو نعيم في معرفة الصحابة.