شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الرد على من أنكر تواتر غير القرآن من المعجزات]

صفحة 375 - الجزء 2

  يقدح في التواتر كما ذلك مقرر في موضعه من أصول الفقه.

  ولقد كثر العجب من الشيخين ومن تبعهما حيث شرطوا في صحة تواتر معجزاته ÷ علم اليهود والنصارى وسائر الكفار بها مع جحدهم جميعاً لمعجزاته وتصميمهم على أنها سحر، وجحد اليهود والنصارى صفته ÷ المذكورة في التوراة والإنجيل وتحريفهم الكلم عن مواضعه، وقد أكذبهم الله جميعاً في القرآن بقوله ø: {وقالوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ١٣٣}⁣[طه]، وقوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}⁣[البقرة: ١٤٦]، وقوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ٣٣}⁣[الأنعام].

  فكيف يصح إقرار الكفار بمعجزاته ÷ مع جحدهم لنبوته؟ ومع مكابرتهم للعقول وجرأتهم على الله سبحانه؟

  وكيف اشترطوا علم الكفار في معجزاته ÷ دون غيرها من الأخبار المتواترة؟ وكيف صح عندهم تواتر القرآن الكريم لأن الكفار لم يصدقوا به ولم يشاركونا في العلم به على هذه الصفة والترتيب وعدم الزيادة والنقصان؟! وهذه جهالة كبيرة.

  قال (أئمتنا $ والبصرية) من المعتزلة وهو قول أكثر المفسرين كابن عباس وابن مسعود⁣(⁣١) وابن عمر وابن عمرو بن العاص وأنس وجبير⁣(⁣٢) بن


(١) عبد الله بن مسعود بن غافلة - بمعجمتين بينهما ألف - أبو عبد الرحمن الهذلي الزهري حلفاً، الكوفي؛ كان من أهل السوابق، وهاجر قديماً، وشهد المشاهد كلها، وكان يسمى بابن أم عبد، نسبة إلى أمه، قرأ عليه النبي ÷ القرآن، وأمرهم بأخذ القرآن عنه. توفي بالمدينة سنة اثنتين - أو ثلاث - وثلاثين، ودُفن بالبقيع. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) جبير (على صيغة التصغير) بن مطعم، القرشي، النوفلي؛ أسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه؛ وكان سيداً حكيماً. توفي سنة ثمان - أو تسع - وخمسين، بالمدينة. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).