(فصل): في الإشارة إلى معجزات نبيئنا محمد ÷
  وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ} إلى قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ٤ بِنَصْرِ اللَّهِ}[الروم]، ثم قال: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}[الروم: ٦].
  وذلك لأن هرقل وكسرى اقتتلا فغلبت الروم وكان هوى المسلمين أن لا يُغْلَبوا لأنهم نصارى أهل كتاب وخصومهم مجوس وكان هوى المشركين أن يكون المجوس هم الغالبين وافتخروا على المسلمين بغلبة المجوس للروم واغتم المسلمون بذلك فأخبر الله المسلمين بأن الروم بعد كونهم مغلوبين سيغلبون فأنكر ذلك المشركون فتراهن على ذلك أبو بكر وأمية بن خلف فكان الأمر فيه كما أخبر الله.
  وقوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}[آل عمران: ١٥١]، فكان كما أخبر الله.
  وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}[النور: ٥٥]، فكان كما أخبر.
  وقوله تعالى في انهزام المشركين في بدر: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ٤٥}[القمر]، فكان كما قال.
  وقوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}[الفتح: ٢٧]، فكان كذلك.
  وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٩}[الصف]، فكان كذلك.
  وقوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}[الفتح: ٢٠].
  قالوا: فلما تضمن القرآن هذا الإخبار بالغيب عرفنا إعجازه. ذكر هذا في الغايات.