(فصل): في ذكر نبوة نبيئنا محمد ÷
  الحياة لما وسعه أن ينظر في غير الكتاب الذي أنزل علي»(١).
  وأما الاحتجاج بالآيات المتقدمة فلا تدل على ما أرادوه؛ لأن المراد الاقتداء بالأنبياء $ وبإبراهيم # في إيثار طاعة الله سبحانه والصبر على ما يلقاه من أذى المشركين ونحو ذلك، وفي أصول الدين: وما لم ينسخ من شرعهم أو أن أكثر هذه الشرائع التي جاء بها محمد ÷ كانت مفروضة على إبراهيم # بدليل الحج إلى الكعبة فلهذا قال تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج: ٧٨]، والله أعلم.
  وأما هل كان ÷ مكلفاً قبل البعثة بشرع أو لا؟
(١) رواه الإمام عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة، والإمام يحيى بن حمزة # في الانتصار. وروى نحوه أحمد بن حنبل في مسنده عن جابر بلفظ: «أمتهوكون ..» وفيه: «لو أن موسى ~ كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني»، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي عاصم في السنة، والبيهقي في شعب الإيمان، والبغوي في شرح السنة، والثعلبي في الكشف والبيان، وحسنه الألباني في ظلال الجنة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد وابو يعلى والبزار وقال ابن كثير في البداية والنهاية: إسناد صحيح، ورواه الدارقطني في العلل، وروى نحوه عبدالرزاق في مصنفه عن عبدالله بن ثابت وفيه: «والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم» ورواه عنه أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن الضريس في فضائل القرآن، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه جابر الجعفي. وأخرجه السيوطي في الجامع الكبير ثم قال: ابن سعد وأحمد والحاكم في الكنى والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن عبدالله بن ثابت الطبراني عن أبي الدرداء البيهقي في شعب الإيمان عن عبدالله بن الحارث. وروى الخطيب البغدادي في تقييد العلم عن عمر بن الخطاب من جملة كلام طويل وفيه: فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ... إلى أن قال: فغضب رسول الله ÷ حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار: أغضب نبيكم ... إلى أن قال: «ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يقربكم المتهوكون».
ورواه الضياء في المختارة، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ثم قال: رواه أبو يعلى، وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة ... ثم ذكره.