(فصل): في ذكر نبوة نبيئنا محمد ÷
  فالأقرب أنه ÷ كان مكلفاً بشرع وإن لم نعلم كيفيته لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}[الإسراء]، وقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤}[فاطر].
  وحكى الإمام المهدي # عن أبي علي وأبي هاشم وأبي عبدالله البصري: أنه ÷ لم يكن متعبداً بشرع.
  وحكي عن بعضهم التوقف والحق ما ذكرناه.
  يؤيده قول الهادي # في كتاب الديانة: وندين بأن حجة الله قائمة على أهل الفترات البالغين، الأصحاء السالمين بفطر عقولهم، وما يجدونه في أنفسهم، وما يرونه في سماوات الله وأرضه، وما يأتي به الليل والنهار من عجائب تدبيره، وما قد ورد عليهم من أخبار الأنبياء المتقدمين، وأخبار كتبهم وشرائعهم، وأحكامهم، ودعوتهم القائمة إلى عبادته وحده، وإثبات ربوبيته، وطاعته، وإثبات جنته وناره، ووعده ووعيده، والإيمان بالبعث والنشور، وأن لا يشركوا به شيئاً.
  إلى قوله: فمن عرف من أهل هذه الفترات حق الله الذي أوجبه عليه، وآمن به وأطاعه، ولم يعبد شيئاً غيره، واجتنب جميع ما حرم الله عليه، وصدق الأنبياء، وآمن بكتاب الله وملائكته، ووعده ووعيده، وجنته وناره، وبالبعث، والنشور والحشر إلى يوم القيامة، والحساب، والعقاب والثواب حتى يموت على ذلك فهو من أهل ثواب الله وجنته ... إلى آخر كلامه #.
  وقوله # في كتاب البالغ المدرك: «وليست فترة من الهدى، ولكنها فترة من الرسل، وفيها كتبه وحججه، وبقايا من أهل العلم، يُحْيُون العلم ويَحْيَون به ..» إلى آخره.
  وروى في البخاري بإسناده إلى سالم أنه سمع عبدالله يحدث عن رسول الله ÷ أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على