رسول الله ÷ الوحي فقدم إلى رسول الله ÷ سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال: «إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه». انتهى

[نبيئنا ÷ خاتم النبيئين والمرسلين إلى الثقلين]

  واعلم أن نبيئنا محمداً ÷ خاتم النبيين والمرسلين وشريعته خاتمة الشرائع فلا يجوز أن يأتي نبي بعده ولا أن تنسخ شريعته لما ثبت في ذلك من الدليل السمعي الذي لا اختلاف في لفظه ولا معناه بين الأمة وهو قوله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}⁣[الأحزاب: ٤٠]، وغير ذلك.

  وكان ÷ يدين بذلك ويخبر به والآثار فيه كثيرة وهو معلوم من الدين ضرورة والأمة مجمعة عليه.

  وأما ما ورد من الأخبار بنزول عيسى بن مريم # آخر الزمان وأنه يقتل الدجال فلا ينافي ما ذكرناه من كون محمد ÷ خاتم الأنبياء $ لأن عيسى # ينزل في ذلك الوقت علامة لقيام الساعة لا للإتيان بشرع جديد لأنه ينزل في زمن المهدي الذي يكون في آخر الزمان كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله ÷.

  فنزول عيسى # كخروج الدابة وغيرها من أشراط الساعة والله أعلم.

  ونبينا ÷ مبعوث إلى الإنس والجن كافة لقوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}⁣[الأعراف: ١٥٨]، وثبت بالتحدي للجن والإنس معاً في قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨}⁣[الإسراء]، وقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}⁣[الجن: ١] ... الآيات، وقوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩}⁣[الأحقاف] ... الآيات.