(باب: والشريعة)
  وقيل: بل هم مكلفون بالعقليات والشرعيات معاً، وأن نبينا ÷ أطلعه جبريل # عليهم ليلة الإسراء وأخبرهم بانه نبي مرسل إليهم وإلى الإنس والجن وبين لهم الشرائع فلم يقبلوا والله أعلم.
(باب: والشريعة)
  لما أتم # الكلام في النبوة والمعجز وما يتعلق بذلك، ذكر موضع الفائدة من ذلك وهو الشريعة؛ لأن المقصود ببعثة الأنبياء $ تعريف الشرائع التي جاءوا بها من عند الله سبحانه.
  واعلم أن الشريعة في أصل اللغة مورد الماء يقال: شريعة الماء للموضع الذي يورد منه الماء، قال ذو الرمة:
  وفي الشرائع من جلَّان مقتنصٌ ... رثّ الثياب حفي الشخص ميزرب
  ميزرب أي: مندس.
  وفي الاصطلاح: (هي الأحكام الخمسة) وهي الوجوب والندب والإباحة والحظر والكراهة.
  فالشريعة هي هذه الأحكام وما يتصف بها وهو الواجب والمندوب والمباح والمحظور والمكروه، (وأدلتها وهي الكتاب والسنة إجماعاً) بين الأمة.
  قال (أئمتنا $ والجمهور) من غيرهم: (والقياس) فإنه من الأدلة المعلومة وفي الحقيقة أن الأدلة كلها راجعة إلى الكتاب لأنه الذي دلنا على العمل بالقياس بقوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨}[الشمس]، وقوله [تعالى]: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء: ٨٣].
  والأخذ بقول النبي ÷ أخذ بقوله ø: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: ٧]، وبقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم]، وبقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[محمد: ٣٤]، وغير ذلك.