مسألة: [انقسام الخبر إلى متواتر وآحاد]:
مسألة: [انقسام الخبر إلى متواتر وآحاد]:
  (وهي) - أي: الأخبار - تنقسم إلى قسمين؛ لأنها إما (متواترة و) إما (آحاد) أي: نقلها آحاد لم تبلغ حد التواتر. (فـ) ـالخبر (المتواتر) إن كان نصًّا في دلالته كان قطعيًّا، ومثله المتلقّى بالقبول على الأصح، وإن لم يكن نصًّا كذلك فظني، كالآحادي مطلقاً(١).
  والتواتر لغة: تتابع الأشياء مع تراخ بينها، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى}[المؤمنون ٤٤]، ولا يتخلل زمان كثير فيعد منقطعاً.
  واصطلاحاً: (خبر جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه) فقوله: «جماعة» يخرج خبر الواحد مطلقاً(٢)، وقوله: «بنفسه(٣)» يخرج خبر الجماعة المفيد للعلم بالقرينة. وخالفت السُّمنيِّة(٤) - وهم فرقة من الملاحدة - في حصول العلم به، دون الظن(٥). ثم اختلفوا، فمنعه أكثرهم في الماضيات، نحو: إن جالينوس كان طبيباً، والحاضرات نحو: إن مكة في الدنيا. وأقلهم في الماضيات فقط.
  قال في الجوهرة: وهؤلاء(٦) عدد قليل، كالسوفسطائية؛ لجواز(٧) أن يقع ذلك منهم بالتواطؤ على جحد الضرورة، ولا كلام عليهم.
(١) أي: سواء كان نصاً أم ظاهراً.
(٢) أي: سواء أفاد العلم - كالخبر المحفوف بالقرائن - أم لا.
(٣) قال السيد داود في مرقاة الوصول ما لفظه: وإنما قيل بنفسه ليخرج خبر جماعة علم صدقهم بقرينة لا تؤخذ من الخبر، كإخبار جماعة دون عدد التواتر بقتل زيد، وانضم إلى خبرهم المشاهدة بشق جيب وصراخ ونحوهما، أو قرينة عقلية، كالإخبار بما عُلم ضرورة، كقولنا: الواحد نصف الاثنين، والعالم حادث، أو قرينة حسية، كما في المخبر بعطشه. ص ٢٦٠.
(٤) السُمنيِّة: قوم بالهند دهريون، يقولون بالتناسخ، وينكرون حصول العلم بالأخبار، وسموا بذلك نسبة إلى «سومنات» - قرية بالهند - على غير قياس. تعريفات الجرجاني ص ٤١٥.
(٥) فأجازوه. من (أ).
(٦) أي: السمنية.
(٧) لفظ الجوهرة: «يجوز أن يقع ..».