مسألة: [أقسام الحقيقة:]
مسألة: [أقسام الحقيقة:]
  (و) الحقيقة (هي) تنقسم إلى أقسام:
  (لُغوية) وهي ما اسْتُعْمِلَ في الوضع الأصلي. فقولنا: «ما اسْتُعْمِلَ» كالجنس يشمل الحقائق كلها. وقولنا: «في الوضع الأصلي» فَصْلٌ لها عما سواها. وذلك كالأسد للحيوان المفترس، والإنسان والفرس والسماء والأرض لمسمياتها المعروفة.
  (وعرفية) وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في العُرف، أي: وضعه أهل العرف لمعنى بحيث يدل عليه بلا قرينة، سواء كان لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي فيكون منقولاً، أو لا فيكون موضوعاً مبتدأ، ومثاله: «الدابة» لذوات الأربع بعد أن كانت في اللغة لكل ما يدب على الأرض، قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ}[الأنعام ٣٨]، والقارورة(١) لما يستقر(٢) فيه الشيء من الزجاج بعد أن كانت لكل ما يُستقر(٣) فيه من إناء وغيره، ونحو(٤) ذلك.
  (واصطلاحية) وهي ما اصطلح عليها قوم مخصوص(٥)، كالفعل في اصطلاح النحاة، والكلام في أصول الدين(٦)، وكذا سائر ما يسميه أهل الصناعات في اصطلاحهم من العلماء وغيرهم.
(١) في (ب): «وكالقارورة».
(٢) في (ب): «استقر».
(٣) في (ب):» استقر».
(٤) مثل الغائط، فإنه اسم لما انخفض من المكان، ثم نقله العرف إلى زبل مخصوص، تسمية للحال باسم المحل. وكالحائض، فإنه في الأصل لكل فائض، يقال: حاض الوادي، إذا فاض، ثم نقل إلى فيض الدم المخصوص. مرقاة السيد داود ص ٥٨ ط/الأولى.
(٥) جاز إفراد الضمير العائد إلى «قوم» لأن قومًا اسم جمع وهو يجوز عود الضمير المفرد إليه كقول الشاعر:
مع الصبح ركب من أحاظة مجفل
(٦) في (ج): «والكلام لأصول الدين».