الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [أقسام الحقيقة:]

صفحة 445 - الجزء 1

مسألة: [أقسام الحقيقة:]

  (و) الحقيقة (هي) تنقسم إلى أقسام:

  (لُغوية) وهي ما اسْتُعْمِلَ في الوضع الأصلي. فقولنا: «ما اسْتُعْمِلَ» كالجنس يشمل الحقائق كلها. وقولنا: «في الوضع الأصلي» فَصْلٌ لها عما سواها. وذلك كالأسد للحيوان المفترس، والإنسان والفرس والسماء والأرض لمسمياتها المعروفة.

  (وعرفية) وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في العُرف، أي: وضعه أهل العرف لمعنى بحيث يدل عليه بلا قرينة، سواء كان لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي فيكون منقولاً، أو لا فيكون موضوعاً مبتدأ، ومثاله: «الدابة» لذوات الأربع بعد أن كانت في اللغة لكل ما يدب على الأرض، قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ}⁣[الأنعام ٣٨]، والقارورة⁣(⁣١) لما يستقر⁣(⁣٢) فيه الشيء من الزجاج بعد أن كانت لكل ما يُستقر⁣(⁣٣) فيه من إناء وغيره، ونحو⁣(⁣٤) ذلك.

  (واصطلاحية) وهي ما اصطلح عليها قوم مخصوص⁣(⁣٥)، كالفعل في اصطلاح النحاة، والكلام في أصول الدين⁣(⁣٦)، وكذا سائر ما يسميه أهل الصناعات في اصطلاحهم من العلماء وغيرهم.


(١) في (ب): «وكالقارورة».

(٢) في (ب): «استقر».

(٣) في (ب):» استقر».

(٤) مثل الغائط، فإنه اسم لما انخفض من المكان، ثم نقله العرف إلى زبل مخصوص، تسمية للحال باسم المحل. وكالحائض، فإنه في الأصل لكل فائض، يقال: حاض الوادي، إذا فاض، ثم نقل إلى فيض الدم المخصوص. مرقاة السيد داود ص ٥٨ ط/الأولى.

(٥) جاز إفراد الضمير العائد إلى «قوم» لأن قومًا اسم جمع وهو يجوز عود الضمير المفرد إليه كقول الشاعر:

مع الصبح ركب من أحاظة مجفل

(٦) في (ج): «والكلام لأصول الدين».