الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[الاعتراضات]

صفحة 368 - الجزء 1

  الاقتصار على ذلك، وطي كشح الإطناب⁣(⁣١)، وربما وجدت في بعض حواشيه - أخالها⁣(⁣٢) من المصنف ¦ - ما لفظه: وسنذكر في الشرح إن شاء الله ما يكفي المقتصد. انتهى.

  يعني: من الاعتراضات، وقد كان أوجب النظر تفصيل ما أجمله في هذه النسخة، فلما ظَفِرْتُ بنسخة أخرى فيها ذكر الاعتراضات لم أجد بُدًّا من اقتفاء آثاره، والاستضاء بأنواره.

  قال ¦: (وهي خمسة وعشرون) نوعاً:

[الاعتراض الأول: الاستفسار]

  (الأول): وهو ما يتعلق بالإفهام لمدّعاه أو غيره، وقُدِّمَ لأن فَهْمَ الكلام أول كل شيء، ويسمى (الاستفسار، وهو طلب بيان معنى اللفظ، وهو نوع واحد) ليس إلا، ثُمَّ هو يَرِدُ على تقرير المدعى، وعلى جميع المقدمات، وعلى جميع الأدلة، فلا سؤال أعمُّ منه (وإنما يُسمع إذا كان في) ذلك (اللفظ إجمالٌ أو غرابة) وإلا فهو تعنت مُفوّت لفائدة المناظرة؛ إذ يأتي في كل لفظ يُفَسّر به لفظٌ، ويتسلسل؛ ولذلك قيل: ما يُمكن فيه الاستبهام حسن فيه الاستفهام. وبيان كونه مُجملاً على المعترض؛ إذ الأصل عدمه، فإنَّ وَضْعَ الألفاظ للبيان، والإجمال فيه قليل جداً، وإنما البينة على مدّعي خلاف الأصل. وبيانه⁣(⁣٣): بأن يُبيِّن صحة إطلاق اللفظ على معنيين أو أكثر، ولا يكلف ببيان التساوي، وإن كان الإجمال لا يحصل إلا به، وهو قد ادعى الإجمال فكان يجب أن يلزمه الوفاء به، لكنه اغتفر ذلك لعسره، ولو كُلِّف ذلك لسقط الاستفسار، وبقي الكلام غير مفهوم، ولم يحصل مقصود ...


(١) يقال: طوى كشْحه على الأمر، أي: أضمره وستره. وطوى عنه كشحه، أي: تركه وأعرض عنه. المعجم الوسيط.

(٢) أي: أظنها.

(٣) أي: وبيان كونه مجملًا.