الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [طرق رواية الحديث]:

صفحة 200 - الجزء 1

  قبول خبر فاسق التأويل وكافره - فلا يأتي⁣(⁣١) فيه هذا القول كما ذلك ظاهر.

مسألة: [طرق رواية الحديث]:

  (وطرق الرواية) للأحاديث وما أشبهها (أربع) فإذا حصل إحداها جاز لمن تحمَّل الحديث بها أن يرويه:

  الأولى: (قراءة الشيخ) وهي أقواها على المختار، فإن قَصَد إسماعه وحده أو مع غيره فله أن يقول: حدثني، وأخبرني، وحدثنا، وأخبرنا، وقال لي، وسمعته. وإن لم يقصد إسماعه لم يجز، بل يقول: حدَّث، أو أخبر⁣(⁣٢)، أو سمعته. وإنما كانت هذه أقوى من التي بعدها لأن المستمع أخذ ذلك من لسان القاري، وذلك أكثر تحقيقاً.

  (ثم) يتبع الأولى في القوة: (قراءة التلميذ)⁣(⁣٣) الراوي (أو غيره) أي: غير التلميذ (بِمَحْضَره) فهي كقراءته - وجعلها⁣(⁣٤) في الفصول مرتبة ثالثة - لكن لا بُدَّ أن تكون تلك القراءة من غير نكير، ولا ما يوجب سكوتاً من إكراهٍ أو نحوه⁣(⁣٥) من المُقَدَّرات المانعة من الإنكار، ويسمى عَرْضاً⁣(⁣٦)، أعني: عرض السماع. ورجَّحها أبو حنيفة، ومالك على الأولى؛ لأن الراوي لاكَ الحديث بفيه، وعظَّه بنواجذه. وقيل: سواء.

  وتصح الرواية بها⁣(⁣٧) - خلافاً لبعض الظاهرية - لاقتضاء العُرْف أن سكوته عند ذلك تقرير، فيقول: حدثنا، أو أخبرنا، مُقيِّداً بِقراءتي⁣(⁣٨) عليه، ومُطْلِقاً -


(١) في (ج): فلا يتأتى.

(٢) بدون إضافة إلى نفسه، لأنه يشعر بالقصد «أي: أنه قصد إسماعه» ولم يكن.

(٣) أي: قراءته على الشيخ.

(٤) أي: قراءة غير التلميذ بمحضره.

(٥) كغفلة الشيخ.

(٦) لأن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه. شرح الغاية. ٢/ ٨٩.

(٧) أي: من دون أن يقول الشيخ: اروِ عني.

(٨) إن كان هو القارئ، وإن كان غيره بمحضره زاد «وأنا أسمع». كاشف ص ١٢٨ مركز بدر.