مسألة: [طرق رواية الحديث]:
  قبول خبر فاسق التأويل وكافره - فلا يأتي(١) فيه هذا القول كما ذلك ظاهر.
مسألة: [طرق رواية الحديث]:
  (وطرق الرواية) للأحاديث وما أشبهها (أربع) فإذا حصل إحداها جاز لمن تحمَّل الحديث بها أن يرويه:
  الأولى: (قراءة الشيخ) وهي أقواها على المختار، فإن قَصَد إسماعه وحده أو مع غيره فله أن يقول: حدثني، وأخبرني، وحدثنا، وأخبرنا، وقال لي، وسمعته. وإن لم يقصد إسماعه لم يجز، بل يقول: حدَّث، أو أخبر(٢)، أو سمعته. وإنما كانت هذه أقوى من التي بعدها لأن المستمع أخذ ذلك من لسان القاري، وذلك أكثر تحقيقاً.
  (ثم) يتبع الأولى في القوة: (قراءة التلميذ)(٣) الراوي (أو غيره) أي: غير التلميذ (بِمَحْضَره) فهي كقراءته - وجعلها(٤) في الفصول مرتبة ثالثة - لكن لا بُدَّ أن تكون تلك القراءة من غير نكير، ولا ما يوجب سكوتاً من إكراهٍ أو نحوه(٥) من المُقَدَّرات المانعة من الإنكار، ويسمى عَرْضاً(٦)، أعني: عرض السماع. ورجَّحها أبو حنيفة، ومالك على الأولى؛ لأن الراوي لاكَ الحديث بفيه، وعظَّه بنواجذه. وقيل: سواء.
  وتصح الرواية بها(٧) - خلافاً لبعض الظاهرية - لاقتضاء العُرْف أن سكوته عند ذلك تقرير، فيقول: حدثنا، أو أخبرنا، مُقيِّداً بِقراءتي(٨) عليه، ومُطْلِقاً -
(١) في (ج): فلا يتأتى.
(٢) بدون إضافة إلى نفسه، لأنه يشعر بالقصد «أي: أنه قصد إسماعه» ولم يكن.
(٣) أي: قراءته على الشيخ.
(٤) أي: قراءة غير التلميذ بمحضره.
(٥) كغفلة الشيخ.
(٦) لأن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه. شرح الغاية. ٢/ ٨٩.
(٧) أي: من دون أن يقول الشيخ: اروِ عني.
(٨) إن كان هو القارئ، وإن كان غيره بمحضره زاد «وأنا أسمع». كاشف ص ١٢٨ مركز بدر.