حقيقة النسخ
[الباب الثامن: النسخ]
  (الباب الثامن) من أبواب الكتاب (في النسخ).
حقيقة النسخ
  وهو في اللغة: حقيقة في الإزالة عند أبي هاشم، وأبي الحسين، والقاضي جعفر، والجويني، والرازي، كَـ «نَسَخَتِ الريح آثار بني فلان»، و «نسخت الريح آثار القدم»، أي: أزالت ذلك، ومجاز في النقل، نحو: «نسختُ الكتاب»، أي: نقلتُ ما فيه إلى آخَر، و «نسخت النحل»، أي: نقلتها من موضع إلى موضع، ومنه المناسخات في الفرائض؛ لانتقال المال من وارث إلى وارث.
  وقال البُستي(١) من أصحابنا والقفال والحنفية: بل العكس(٢). وقال جمهور أئمتنا $ وبعض المعتزلة والأشعرية: مشترك بينهما. وتوقف(٣) بعضهم.
  قال الإمام الحسن #: ولا يتعلق بذلك غرض علمي.
  واختلف فيه بعد استعمال الشرع له، فقيل: باقٍ على معناه اللغوي من غير أن يكون منقولاً عنه إلى معنى آخر كنقل الصلاة.
  وقال المنصور بالله #، وأبو عبدالله، والقاضيان، والحاكم: بل منقول عنه بالشرع.
  وقال أبو هاشم، والشيخ الحسن: منقول إليه مع ملاحظة معناه اللغوي. وهذا هو المختار.
  لنا: أن التكاليف الشرعية تزول بالإغماء والجنون والموت، ولا يقال:
(١) هو أبو القاسم إسماعيل بن علي بن أحمد بن محفوظ البستي الزيدي، من زيدية الجيل، من أصحاب المؤيد بالله، يلقب بالأستاذ، توفي في حدود (٤٢٠ هـ).
(٢) أي: حقيقة في النقل، مجاز في الإزالة.
(٣) في كونه مشتركاً، أو حقيقة في أحدهما مجازًا في الآخر. الدراري المضيئة.