الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[الحدود وأقسامها]

صفحة 667 - الجزء 1

[خاتمة]

[الحدود وأقسامها]

  وهذه (خاتمة) لباب الترجيح (في) ذكر (الحدود) وهي التي ذكرنا أولاً أنها الموصلة إلى تعريف أمر مفرد، وهي تنقسم إلى: عقلية، كتعريف الماهيات، وسمعية، كتعريفات⁣(⁣١) الأحكام⁣(⁣٢)، وهذا هو الذي يتعلق به غرضنا، لكن المصنف ¦ ذكر حقيقة الحد⁣(⁣٣) وأقسامه، ثم ذكر المقصود، وهو الترجيح بين الحدود السمعية، فقال:

  (الحد) لغة: طرف الشيء، وشفرة نحو السيف، والمنع، ومنه سمي السجّان: حداداً.

  (و) هو (في الاصطلاح) أي: اصطلاح الأصوليين: (ما يميز الشيء عن غيره).

  (وهو) ينقسم إلى قسمين: (لفظي ومعنوي، فاللفظي: كشف لفظ بلفظ أجلى منه(⁣٤) مرادف(⁣٥) له) مثل: العَقَار: الخمر⁣(⁣٦).

  (والمعنوي) ينقسم إلى قسمين: (حقيقي) وهو ما أنبأ عن ذاتيات المحدود الكلية المركبة المرتبة، أي: عن ذاتيات المحدود دون عرضياته، وإلا فهو رسم⁣(⁣٧)، وقولنا: «الكلية» أي: دون⁣(⁣٨) المشخصات؛ فإن الأشخاص لا تحد. ...


(١) في (ج): «كتعريف».

(٢) أي: الأحكام الخمسة: الوجوب، والندب، والكراهة، والحظر، والإباحة. هامش (أ).

(٣) في (ج): «الحدود».

(٤) والمعتبر في الجلاء بحال السائل. المعراج.

(٥) خرج التعريف بالمباين، كما إذا قيل: ما الذابل؟ فقال: السيف، فإنه كشف لفظة بلفظة أجلى عند السائل، لكنه مباين له. المعراج شرح المنهاج ١/ ١١٧ بتصرف.

(٦) ونحو: الغضنفر هو الأسد.

(٧) أي: إذا أنبأ عن عرضيات المحدود فهو رسم.

(٨) قال في نظام الفصول: وقوله: «الكلية» احتراز عن ذاتيات الشخص كحيوانية زيد ونطقه، فإنها لا تقوم ماهية قط، فلا تكون حدًّا له ولا حقيقة.