الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[فائدة]

صفحة 32 - الجزء 1

  «»، بل كل ذكر يُقصد به التبرُّك والتيمُّن، كما هو الظاهر من الأحاديث، وكما هو منصوص عليه في الكتب الفقهية⁣(⁣١)، والله أعلم.

  وفي⁣(⁣٢) الآيات التي وسط السور خاصة كون البسملة في القرآن الكريم علامة لابتداء السورة⁣(⁣٣).

  والأمر الثاني: ما كان من أفعال القلوب، كالأنظار والإرادات والاعتقادات، ولعل الوجه كون ذكر الله على قلب المسلم سمّى أم لم يُسمِّ، كما جاء في بعض الأحاديث، فلما كان فعل قلب اكتفى بما هو حاضر فيه عن النطق.

[فائدة]:

  وإقحام لفظ «اسم» بينَ الباء والجلالة للتصريح بأن الابتداء باللفظ الدال على الذات، لا بالذات، وهذا أصح ما قيل فيه، فإن للإقحام فوائد كما في قوله:

  إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذر⁣(⁣٤)

  إشارة إلى أن للسلام⁣(⁣٥) - الذي هو تحية - عبارة معروفة بكلام مخصوص⁣(⁣٦)، وإن اختلفت الأعراف فيه.

  وقد قيل: إن لفظ «اسم» هنا المراد به الجنس، وأنه المبتدئ به حقيقة، والمراد به جنس أسماء الله تعالى كلها، وإنما أُتِيَ به للفرق بين التيمّن⁣(⁣٧) واليمين،


(١) لعله يريد التسمية في الوضوء والذبح ونحوهما. هامش (ج).

(٢) أي: والوجه في ترك البسملة في الآيات التي وسط السور. هامش (أ).

(٣) فلو بدأ في أول كل آية بالبسملة لالتبس أول السورة بآخرها. هامش (ج).

(٤) البيت للبيد.

(٥) في (أ): السلام.

(٦) فيكون المراد بقوله: «اسم» اللفظ الدال على المعنى، والمراد بقوله: «السلام» المعنى. والمعنى: ثم اسم هذا المسمى عليكما. مفتاح السعادة للسيد العلّامة علي العجري ¦ ١/ ٣٣٠.

(٧) أي: التبرك.