الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[تعريف الحمد والشكر والعلاقة بينهما]

صفحة 33 - الجزء 1

  فاليمين بذات المُسمَّى، والتَيمُّن بأسمائه الحسنى - وأشار إلى هذا المعنى السيد شريف⁣(⁣١) - وهو معنى حسن، روى ذلك المصنف ¦ عن الإمام شرف الدين #(⁣٢).

[تعريف الحمد والشكر والعلاقة بينهما]:

  (الحمد) قال التفتازاني⁣(⁣٣): هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، سواء تعلق بالنعمة أو بغيرها. والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم؛ لكونه منعماً، سواء كان باللسان، أو بالجنان، أو بالأركان. فمورد⁣(⁣٤) الحمد لا يكون إلا اللسان⁣(⁣٥)، ومُتعلَّقه يكون النعمة وغيرها. ومُتعلَّق الشكر لا يكون إلا النعمة، ومورده يكون اللسان⁣(⁣٦) وغيره. فالحمد أعمُّ من الشكر بالنظر إلى المُتعلَّق، وأخصُّ باعتبار المورد، والشكرُ بالعكس.

  واختار المحققون: أنه الثناء باللسان على الجميل الاختياري. فخرج بالثناء: الوصف بالقبيح، وبقوله: «باللسان» باقي شُعب الشُكر⁣(⁣٧)، وبقوله: «على الجميل الاختياري» ما لا اختيار للموصوف فيه، كحسن الوجه، ورشاقة القَدِّ⁣(⁣٨)، فإنه مدح لا حمد، وقد جعلهما الزمخشري مترادفين.


(١) هو السيد الشريف علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني من كبار علماء العربية له نحو خمسين مصنفاً، منها: التعريفات و الحواشي على المطول للتفتازاني، وحاشية على الكشاف.

(٢) هو الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى @.

(٣) التفتازاني هو سعد الدين مسعود بن عمر بن عبدالله التفتازاني الإمام العالم بالعلوم العربية والكلام، والأصول، والمنطق، ولد بتفتازان بلدة بخراسان (ت ٧٩٢ هـ).

(٤) أي: محله.

(٥) في (ب) و (ج): باللسان.

(٦) في (ب) و (ج): باللسان.

(٧) من فعل الجنان والأركان.

(٨) أي: حسن القامة.