[تعريف الحمد والشكر والعلاقة بينهما]
  فاليمين بذات المُسمَّى، والتَيمُّن بأسمائه الحسنى - وأشار إلى هذا المعنى السيد شريف(١) - وهو معنى حسن، روى ذلك المصنف ¦ عن الإمام شرف الدين #(٢).
[تعريف الحمد والشكر والعلاقة بينهما]:
  (الحمد) قال التفتازاني(٣): هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، سواء تعلق بالنعمة أو بغيرها. والشكر: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم؛ لكونه منعماً، سواء كان باللسان، أو بالجنان، أو بالأركان. فمورد(٤) الحمد لا يكون إلا اللسان(٥)، ومُتعلَّقه يكون النعمة وغيرها. ومُتعلَّق الشكر لا يكون إلا النعمة، ومورده يكون اللسان(٦) وغيره. فالحمد أعمُّ من الشكر بالنظر إلى المُتعلَّق، وأخصُّ باعتبار المورد، والشكرُ بالعكس.
  واختار المحققون: أنه الثناء باللسان على الجميل الاختياري. فخرج بالثناء: الوصف بالقبيح، وبقوله: «باللسان» باقي شُعب الشُكر(٧)، وبقوله: «على الجميل الاختياري» ما لا اختيار للموصوف فيه، كحسن الوجه، ورشاقة القَدِّ(٨)، فإنه مدح لا حمد، وقد جعلهما الزمخشري مترادفين.
(١) هو السيد الشريف علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني من كبار علماء العربية له نحو خمسين مصنفاً، منها: التعريفات و الحواشي على المطول للتفتازاني، وحاشية على الكشاف.
(٢) هو الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى @.
(٣) التفتازاني هو سعد الدين مسعود بن عمر بن عبدالله التفتازاني الإمام العالم بالعلوم العربية والكلام، والأصول، والمنطق، ولد بتفتازان بلدة بخراسان (ت ٧٩٢ هـ).
(٤) أي: محله.
(٥) في (ب) و (ج): باللسان.
(٦) في (ب) و (ج): باللسان.
(٧) من فعل الجنان والأركان.
(٨) أي: حسن القامة.