الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [أقسام المجاز]:

صفحة 461 - الجزء 1

مسألة: [أقسام المجاز]:

  وينقسم المجاز إلى: لُغوي، كأسد للشجاع. وعرفي عام، كالدابة لكل ما يدب، أو خاص، نحو: استعمال اصطلاح أهل كل علم في غيره، كالجوهر للنفيس، وشرعي، كالصلاة للدعاء.

  (و) له قسمة ثانية، فـ (هو نوعان: مرسل) وهو ما كانت العلاقة المصححة فيه غير المشابهة بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي، وذلك (كاليد للنعمة) لكونها بمنزلة العلة الفاعلية للنعمة؛ لأن النعمة منها تصدر وتصل إلى المقصود، وكاليد في القدرة؛ لأن أكثر ما⁣(⁣١) يظهر سلطان القدرة يكون في اليد، وبها تكون الأفعال الدالة على القدرة من البطش والضرب والقطع والأخذ وغير ذلك⁣(⁣٢). (و) من ذلك تسمية الشيء باسم جزئه، والمعنى: أن في هذه التسمية⁣(⁣٣) مجازاً مرسلاً، مثل (العين) وهي الجارحة المخصوصة (للربيئة) وهي الشخص الرقيب، والعين جزء منه. ويجب أن يكون الجزء الذي يطلق على الكل مما يكون له من بين الأجزاء مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل، مثلاً: لا يجوز إطلاق اليد والأصبع على الربيئة.

  ومن ذلك عكس هذه الصورة، كالأصابع في الأنامل. ومنه: تسمية الشيء باسم سببه، أو مُسببه، أو ما كان عليه، أو ما يؤول إليه، أو محله، أو حاله، أو آلته، وقد مرت أمثلة هذه الأشياء.


(١) «ما»: مصدرية، والمعنى: لأن أكثر ظهور سلطان القدرة، أي: سلاطتها وتأثيرها، وقوله: «في اليد»، أي: باليد. دسوقي.

(٢) كالدفع والمنع. دسوقي.

(٣) لما كان ظاهر قوله: «تسمية الشيء باسم سببه» أن المجاز نفس التسمية مع أن المجاز هو اللفظ الذي كان للجزء وأطلق على الكل للملابسة، لكن لما كان السبب في كون ذلك مجازًا تسمية الكل به تجوز في جعل التسمية من المجاز، فالمعنى - أي: المراد من هذه العبارة - أن مع هذه التسمية مجازًا فالمجاز المرسل مصاحب لتلك التسمية لا أنه واقع فيها. دسوقي معنى.