[رواية مجهول الضبط والاسم والنسب]
  عن العدالة في العِقْد(١) إلى قوم؛ لأنه ÷ اعتمد في خبر الأعرابي في رؤية الهلال(٢) على ظاهر الإسلام، وكذلك الصحابة كانوا يكتفون بظاهر الإسلام، وسَنُحَقِّقُ(٣) هذا في مسألة «الصحابة كلهم عدول» إن شاء الله تعالى.
  وقال محمد بن منصور(٤)، وابن زيد، والقاضي في العُمَد، والحنفية، وابن فَوْرَك(٥): يقبل. قلنا: المجهول لا يؤمن فسقه فلا يظن صدقه، وحصول الظن مشترط في جواز العمل بالرواية.
[رواية مجهول الضبط والاسم والنسب]:
  نعم، قد يطلق(٦) على مجهول الضبط، وهو لا يُقبل. وأما جهل اسم الراوي فقد قال بعضهم: إن اختلافهم يقدح في قبول خبره، وهذا أحد ما يطلق(٧) عليه اسم المجهول عند هؤلاء.
  وعندنا أنه إذا كان له لقب يُعرف به قُبل خبره، وذلك نحو: مولى عمرو بن حريث(٨)، راوي حديث «نبيذ التمر»، منهم من قال: زيد، ومنهم من قال: أبو زيد.
(١) أي: في كتاب العقد للقرشي.
(٢) قال الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي #: وأما ما أوردوه من قبول الرسول ÷ لخبر الأعرابي برؤية الهلال فلا حجة فيه؛ لجواز معرفته لعدالته، ولأن الإسلام يَجبُّ ما قبله، ولم يحدث بعده ما ينقض العدالة. لوامع الأنوار ٢/ ٤٧٦ ط ٣ مكتبة أهل البيت.
(٣) في (ب): «وسيحقق».
(٤) هو محمد بن منصور بن يزيد المرادي أبو جعفر الكوفي، إمام حافظ محدث مسند، من مشاهير رجال الزيدية في العراق، وأخص علماء الزيدية بالقاسم بن إبراهيم، وأكثرهم رواية عنه، حيث صحبه ٢٥ سنة، تعمر طويلاً قرابة قرن ونصف القرن، ولعل وفاته بين سنتي (٢٩٠ - ٣٠٠ هـ). انظر لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي #.
(٥) ابن فورك: هو أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني، كان من علماء علم الكلام على مذهب الأشعرية، (ت ٤٠٦ هـ). طبقات الشافعية ٣/ ٥٢.
(٦) أي: المجهول.
(٧) في (أ) و (ج): «ينطلق».
(٨) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، صحابي صغير، (ت ٨٥ هـ). تقريب التهذيب.