[شرط ألفاظ القرآن]
  قال الجمهور: والمراد بالأحرف: سبع لغات عربية، وهو الذي ذكره زيد بن على #(١)، ثم اختلفوا في تعيينها(٢)، فقيل: لغةُ قريش، وهُذيل، وثَقيف، وهَوازن، وكِنانة، وتميم، واليمن. وقيل: سعد، وثقيف، وكِنانة، وهُذيل، وقُريش، ولغتان على ألسنة العرب.
  وقيل: بل المراد معاني الأحكام، ثم اختلفوا في تعيينها، فقيل: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، ومثل، وإنشاء، وخبر. وقيل: غير ذلك(٣).
  وقيل: ليس المراد حقيقة العدد، بل السعة والتيسير.
[شرط ألفاظ القرآن]:
  (وشرطه التواتر) أي: شرط ألفاظ القرآن أن تكون متواترة، ولا يشترط عند ابن الحاجب والقرشي تواتر الهيئة، كالمد والإمالة(٤)، ونحوها(٥)، وسيأتي ذكر الخلاف في القراءات السبع.
  وقد تواتر هذا الموجود بأيدي الأمة من غير زيادة فيه إجماعاً - ولا اعتداد بخلاف الإمامية؛ حيث قالوا: إن فيه زيادة ونقصانًا، وإنَّ سورة الأحزاب كانت وقر بعير، وإنما تعرف زيادته ونقصانه من أئمتهم - ولا نقصان عما في العَرْضة(٦) الأخيرة.
(١) هو الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والاجتهاد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وهو أشهر من نار على علم، (ت ١٢٢ هـ).
(٢) في (ج): تبيينها.
(٣) وقد ذكر بعض العلماء أن الاختلاف في الأحرف السبعة قد بلغ إلى خمسة وثلاثين قولاً. انظر الإتقان ص ٩٣ ط ١ دار ابن حزم.
(٤) الإمالة: هي أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، على ما قرره علماء الصرف.
(٥) كتخفيف الهمزة، والرفع، والنصب، والجزم، والجر، وكالترقيق، والتفخيم.
(٦) أي: التي استعرض فيها النبي ÷ القرآن مع جبريل # في العام الذي توفي فيه، وقد روي عن زيد بن حنش أنه قال: قال لي ابن عباس: أيُّ القراءتين تقرأ؟ قلت: الآخرة، =