الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[شرط ألفاظ القرآن]

صفحة 97 - الجزء 1

  قال الجمهور: والمراد بالأحرف: سبع لغات عربية، وهو الذي ذكره زيد بن على #(⁣١)، ثم اختلفوا في تعيينها⁣(⁣٢)، فقيل: لغةُ قريش، وهُذيل، وثَقيف، وهَوازن، وكِنانة، وتميم، واليمن. وقيل: سعد، وثقيف، وكِنانة، وهُذيل، وقُريش، ولغتان على ألسنة العرب.

  وقيل: بل المراد معاني الأحكام، ثم اختلفوا في تعيينها، فقيل: حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، ومثل، وإنشاء، وخبر. وقيل: غير ذلك⁣(⁣٣).

  وقيل: ليس المراد حقيقة العدد، بل السعة والتيسير.

[شرط ألفاظ القرآن]:

  (وشرطه التواتر) أي: شرط ألفاظ القرآن أن تكون متواترة، ولا يشترط عند ابن الحاجب والقرشي تواتر الهيئة، كالمد والإمالة⁣(⁣٤)، ونحوها⁣(⁣٥)، وسيأتي ذكر الخلاف في القراءات السبع.

  وقد تواتر هذا الموجود بأيدي الأمة من غير زيادة فيه إجماعاً - ولا اعتداد بخلاف الإمامية؛ حيث قالوا: إن فيه زيادة ونقصانًا، وإنَّ سورة الأحزاب كانت وقر بعير، وإنما تعرف زيادته ونقصانه من أئمتهم - ولا نقصان عما في العَرْضة⁣(⁣٦) الأخيرة.


(١) هو الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والاجتهاد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وهو أشهر من نار على علم، (ت ١٢٢ هـ).

(٢) في (ج): تبيينها.

(٣) وقد ذكر بعض العلماء أن الاختلاف في الأحرف السبعة قد بلغ إلى خمسة وثلاثين قولاً. انظر الإتقان ص ٩٣ ط ١ دار ابن حزم.

(٤) الإمالة: هي أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، على ما قرره علماء الصرف.

(٥) كتخفيف الهمزة، والرفع، والنصب، والجزم، والجر، وكالترقيق، والتفخيم.

(٦) أي: التي استعرض فيها النبي ÷ القرآن مع جبريل # في العام الذي توفي فيه، وقد روي عن زيد بن حنش أنه قال: قال لي ابن عباس: أيُّ القراءتين تقرأ؟ قلت: الآخرة، =