[القراءات المتواترة والشاذة]
  أو نقصان ما هو منه، كما روي عن ابن مسعود: أن المُعَوِّذتين(١) ليستا قرآناً، وإنما نَزَلَتَا عُوذتين للحسن والحسين @، وما روي عن أُبي(٢): أن الفاتحة ليست من القرآن، وقد ذكرنا أن ما كان كذلك فهو كُفْرٌ؛ فثبت بذلك التقريرِ تحريمُ القراءة بالشاذة، واعتقادِ كونها قرآناً.
  وأما الفقيه يحيى بن حسن القرشي فقد ذكر في عِقْده أنه لا بأس بالقراءة بها عند الأكثر؛ لأنه قال ما لفظه: وما حصل لنا بطريق غير مقطوع من ذلك كان معدوداً في باب الأعمال كغيره، فيقرأ ولا يعتقد كونه من القرآن. انتهى.
  قلت: والأظهر ما ذكره المصنف؛ لما قدمنا. والله أعلم.
[القراءات المتواترة والشاذة]:
  نعم، وقد اختلفوا في تعيين المتواتر، فقيل: هي القراءات السبع، وهي قراءة المشائخ، كنافع، وأبي عَمْرو، والكسائي، وحمزة، وابن عامر، وابن كثير، وعاصم(٣). (و) الشاذة (هي ما عدا) هذه (القراءت السبع). وقال البغوي(٤): ما عدا العشر، وهي قراءة السبعة المذكورين، ويعقوب الحضرمي(٥)،
(١) سورتي الفلق والناس، والمروي عن ابن مسعود إنما هو إنكار إثباتهما في المصحف، لا كونهما قرآناً.
(٢) أُبي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي النجاري البدري أبو المنذر، وأبو الطفيل سيّد القُرّاء، والأكثر أنه مات في خلافة عمر بالمدينة ودفن بها. باختصار من لوامع الأنوار لسيدي الحجة مجد الدين المؤيدي ٣/ ٧٤ ط ٣.
(٣) نافع بن عبدالرحمن المدني، (ت ١٦٩ هـ). وأبو عمرو بن العلاء المازني النحوي، (ت ١٥٩ هـ). والكسائي هو أبو الحسن علي بن حمزة الكوفي، (ت ١٨٩ هـ). وحمزة هو أبو عمارة، حمزة بن حبيب الزيات التميمي بالولاء، (ت ١٥٦ هـ). وابن عامر هو عبدالله أبو عمران اليحصبي الدمشقي، (ت ١١٨ هـ). وابن كثير هو عبدالله أبو معبد الطيار الفارسي المكي، (ت ١٢٠ هـ). وعاصم هو عاصم بن أبي النجود الكوفي، (ت ١٢٧ هـ).
(٤) هو أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز، صاحب معجم الصحابة، (ت ٣١٧ هـ).
(٥) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبدالله الحضرمي، (ت ٢٠٥ هـ). طبقات النحويين واللغويين للزبيدي ص ٦٥٤.