[الاعتراضات]
  المناظرة، مثاله: إذا قال في المُكْرِه(١): مختارٌ للقتل فيُقْتصَّ منه كالمُكْرَه، فيقال: ما تعني بالمختار؟ فإنه يقال: للفاعل القادر، والفاعل الراغب، فهذا في دعوى الإجمال. وأما الغرابة فمثالها أن يقول في الكلب المُعلَّم يأكل من صيده: إيّل(٢) لم يُرَضْ(٣)، فلا تحل فريسته كالسِّيْد(٤)، فيقال: ما معنى الإيل؟ وما معنى لم يرض؟ وما معنى الفريسة؟ وما السِّيْد؟
  واعلم أن المعترض مع أنه لا يُكلَّف بيان التساوي لو التزمه تبرعاً، وقال: وهما متساويان؛ لأن التفاوت يستدعي ترجيحاً بأمر، والأصل عدم المُرجِّح - لكان(٥) جيداً؛ وفاءً بما التزمه أولاً.
  والجواب عن الاستفسار ببيان ظهور اللفظ في مقصودة، فلا إجمال ولا غرابة، وذلك: إما بالنقل عن أهل اللغة، وإما بالعرف العام أوالخاص، أو بالقرائن المضمومة معه. (ومن أمثلته) أي: أمثلة ذلك في الإجمال (إذا استدل بقوله تعالى: {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}[البقرة: ٢٣٠] فيقال) له: (ما المراد بالنكاح، هل الوطء) كما يقال له ذلك لغة (أم العقد) كما يقال له ذلك شرعاً؟ (وجوابه: أنه) ظاهر في الوطء؛ لانتفاء الحقيقة الشرعية، أو (ظاهر في العقد شرعاً) لِهَجْرِ الحقيقة اللغوية (أو لأنه مسند إلى المرأة(٦)) فإن لفظ النكاح بمعنى الوطء لا يسند إلى المرأة، فقرينة الإسناد تُعيِّن كونه
(١) قوله: «المكرِه» بالكسر، و «كالمكرَه» بالفتح. سيلان.
(٢) إيل: بكسر الهمزة وتشديد الياء مفتوحة، ذكره في ديوان العرب، قال: وضم الهمزة لغة فيه، وهو الذكر من الأوعال. لسان العرب.
(٣) لم يرض: أي: لم يسبق الفريسة المقتولة. لسان العرب.
(٤) السِّيْد - بكسر السين وسكون الياء -: هو الذئب. لسان العرب.
(٥) جواب «لو».
(٦) أي: أنه ظاهر في العقد بقرينة أنه مسند إلى المرأة.