مسألة: [الخلاف في البسملة]:
  وقال بعض السلف ومالك(١) وأبو حنيفة(٢) والثوري(٣) والأوزاعي(٤) وقرّاء المدينة(٥) والبصرة والشام: إنها ليست آية في أول كل سورة.
  وقال ابن المسيب(٦) ومحمد بن كعب(٧): هي آية من الفاتحة فقط.
  وقيل: بل آية منها، بعض آية من غيرها.
  وقال أحمد(٨) وداود(٩) ورازي الحنفية: آية مستقلة مُنزَّلة بين كل سورتين، فهي آية لا مائة وثلاث عشرة آية. قيل: وهو قريب.
  قلنا: هي منفصلة(١٠) معنى وخطًّا ولفظاً(١١)؛ فلزم أن تكون آية.
(١) هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي، قرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق $، وإليه تنسب المالكية، (ت ١٧٩ هـ). التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي #.
(٢) هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، قرأ على الإمام زيد بن علي @، وتنسب الحنفية إليه، (ت ١٥٠ هـ).
(٣) الثوري هو عالم الشيعة الزيدية والأمة المحمدية سفيان بن سعيد الثوري (المتوفى سنة ١٦١ هـ). لوامع الأنوار ١/ ٦٣٧ ط/٣ مكتبة أهل البيت.
(٤) الأوزاعي: هو أبو عمرو عبدالرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الأوزاعي، شيخ الإسلام وإمام أهل الشام، (ت ١٥٧ هـ).
(٥) إلا قالون الذي روى عن نافع فإنه عنده آية من أول كل سورة.
(٦) هو سعيد بن المسيب - بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة - ابن أبي وهب المخزومي القرشي، (ت ٩٤ هـ). لوامع الأنوار للمولى الحجة مجد الدين المؤيدي ٢/ ٥١٨.
(٧) هو: أبو عبدالله محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني، علامة محدث من كبار التابعين، (ت ١١٧، وقيل: ١٢٠ هـ).
(٨) هو الإمام أحمد بن حنبل المشهور الذي ينسب إليه المذهب الحنبلي، (ت ٢٤ هـ).
(٩) هو داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري، وإنما قيل الأصبهاني لأن أمه أصبهانية، (ت ٢٧٠ هـ).
(١٠) انظر كتاب المنهج الأقوم للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي #، وكتاب هداية العقول المعروف بشرح الغاية للحسين بن القاسم # ١/ ٤٣٨.
(١١) في (ج): ومعنى ولفظاً وخطاً.