الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [المحكم والمتشابه]:

صفحة 106 - الجزء 1

  أما في سورة النمل فتواترت⁣(⁣١) بعض آية إجماعاً، وهي قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠(⁣٢)}⁣[النمل].

  ومن القرآن المعوِّذتان. قال في الفصول: وخلاف ابن مسعود في إثباتهما في المصحف لا في كونهما قرآناً، وكذا في العقد. وخلاف أُبيّ في الفاتحة كذلك⁣(⁣٣).

  قلت: وهو خلاف ما ذكره المهدي #، وهو الذي حكيناه فيما مرّ.

مسألة: [المحكم والمتشابه]:

  (و) ينقسم الكتاب والسنة إلى: محكم ومتشابه، قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}⁣[آل عمران ٧]، وحكم السنة حكم الكتاب؛ إذ لا قائل بالفرق بينهما⁣(⁣٤).

  فـ (ـالمحكم) في اللغة: هو المرتب المنظوم على حسب الغرض.

  وهو في الاصطلاح: (ما اتضح معناه) سواء كان نصًّا أو ظاهراً، وهذا ذكره ابن الحاجب وغيره من المجبرة.

  قال المهدي #: بل هو الذي لم يُرَد به خلاف ظاهره.

  قلت: وهو مُؤَدَّى ما ذكره الإمام يحيى # حيث قال: هو ما علم المراد منه بظاهره بدليل عقلي أو نقلي. لكن ما ذكره الإمام يحيى # أولى؛ لدفع⁣(⁣٥) إيهام دخول المجمل؛ إذ يصدق عليه عدم إرادة خلاف ظاهره؛ لأنه⁣(⁣٦) لا ظاهر له فيراد.


(١) في (ب): فمتواترة.

(٢) في (أ) و (ج): {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}⁣[النمل ٣٠ - ٣١].

(٣) أي: في اثباتها في المصحف لا في كونها قرآناً.

(٤) في (ب): وإذا ثبت في الكتاب ثبت في السنة؛ لعدم القائل بالفرق بينهما.

(٥) «لرفع». نخ.

(٦) في (ج): «إذ لا ظاهر ..» إلخ، وفي (أ): «لا أنه لا ظاهر ..» إلخ.