الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [المحكم والمتشابه]:

صفحة 107 - الجزء 1

  وهو⁣(⁣١) نصٌّ جليٌّ، نحو قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا}⁣[الإسراء ٣٢]. وظاهرٌ، كدلالة العموم. ومفهومٌ، كدلالة {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}⁣(⁣٢) [الإسراء ٢٣] على تحريم الضرب، إذا لم يُعارَضا⁣(⁣٣). وخاصٌّ وإن عارضه عام⁣(⁣٤)، ومُقيَّدٌ وإن عارضه مُطلق⁣(⁣٥). وما وافقه⁣(⁣٦) تحسين عقلي، كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ}⁣(⁣٧) [الأعراف ٢٨]. وقوله: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}⁣[الإسراء ١٦] متشابه. ومنه - في الأظهر⁣(⁣٨) - مجاز قرينته ضرورية⁣(⁣٩)، أو جلية⁣(⁣١٠).

  (والمتشابه مقابله) وهو غير متضح⁣(⁣١١) المعنى، كالآيات التي يخالف


(١) أي: المحكم.

(٢) فهو في دلالته على تحريم الضرب محكم. الدراري المضيئة.

(٣) أي: وإنما يكون كل من الظاهر والمفهوم من قبيل المحكم إذا لم يعارضا، فإن عارضهما ما يحوجهما إلى الترجيح خرجا عن حيِّز المحكم. الدراري المضيئة.

(٤) مثل قوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} مع قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}. الدراري المضيئة.

(٥) مثل قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} مع قوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}، فمعارضة الخاص للعام أو المطلق للمقيد لا يخرجهما عن وصف الإحكام، ولهذا وقع الخلاف كما سيأتي في الباقي فقط بعد التخصيص ودلالة اللفظ عليه والمطلق بعد التقييد مثله كما يجيء. هامش (أ).

(٦) أي: ومن المحكم ما وافقه تحسين عقلي.

(٧) وافقه التحسين العقلي لأن العقل يقضي بأن الله غير آمر بالفحشاء فيكون هو المحكم بخلاف الآية الثانية. الدراري المضيئة.

(٨) أي: ومن المحكم في الاحتمال أو القول الأظهر. الدراري المضيئة. وإنما قال: «الأظهر» إشارة إلى ما يؤخذ من قول الإمام يحيى #: إن المحكم: ما دل على معناه بظاهره، والمتشابه مقابله؛ لأن اللفظ ليس ظاهرًا في المعنى المجازي. دراري.

(٩) الضرورية هي المستندة إلى العقل من غير واسطة، كقوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}، فإنا نعلم ضرورة أن ريح عاد لم تدمر الأرض والسماء. هامش (أ).

(١٠) كالمستندة إلى العقل بواسطة النظر، مثل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}، ونحو قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}.

(١١) في (ج): «غير المتضح ..» إلخ.