الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فرع: [الخلاف في العلم بتأويل المتشابه]:

صفحة 109 - الجزء 1

  العطف؛ إذ قد يوقف على أوساط الآي مع العطف إجماعاً، وإنما يمنع دليل الإضراب⁣(⁣١) عن الأول، وهو معدوم هنا⁣(⁣٢).

  فإن قالوا: لوكان للعطف لزم أن يكون حكم المعطوف عليه حكمه⁣(⁣٣) في أنه تعالى يقول: آمنا به.

  قلنا: ليس من حق المعطوف والمعطوف عليه الاشتراك في جميع الأحكام⁣(⁣٤)، فيكفي في عطف الراسخين على الله الاشتراك في العلم بالتأويل، وإن كان الراسخون مع ذلك يقولون: آمنا به دون القديم [تعالى].

  وأيضاً يلزم بطلان وصف الله له⁣(⁣٥) بأنه هدى، وشفاء، ونور، ونحو ذلك.

  قال القاسم، والهادي، والمرتضى⁣(⁣٦)، والحسين بن القاسم العياني $: يعلمون منه ما يتعلَّق به التكليف، دون غيره⁣(⁣٧)، وهو⁣(⁣٨) معنى الحروف في أوائل السور كـ {عسق}. قال القاسم #: وقد يُطْلِعُ الله تعالى عليه بعض أصفيائه. وقالت الإمامية: لا يعلمه إلا الإمام كالمحكم.

  قال إمام زماننا - أيده الله تعالى -: بل الأظهر أنها على معانيها الوضعية⁣(⁣٩)، أقسم الله تعالى بها كإقسامه بالنجم والسماء ونحوهما؛ بدليل صحة


(١) نحو أن يكون بين الكلامين كمال الانقطاع، أو لا جامع بينهما، أو يَفْسُد المعنى مع تقرير العطف، أو نحو ذلك، على ما هو مقرر في موضعه من علم المعاني. عدة الأكياس.٢/ ٦١.

(٢) إذاً فتبقى الواو على معناها الأصلي وهو العطف.

(٣) أي: حكم المعطوف.

(٤) ولقرينة العقل.

(٥) أي: للقرآن.

(٦) المرتضى هو الإمام محمد بن يحيى الهادي ابن الحسين بن القاسم الرسي $، أحد أئمة الزيدية في اليمن، بويع له بالخلافة بعد أبيه، (ت ٣١٠ هـ)، ومشهده في جامع الإمام الهادي #.

(٧) فإنه لا يعلمه إلا الإمام عندهم.

(٨) أي: غير ما يتعلق به التكليف.

(٩) من كونها حروف الهجاء. عدة الأكياس. ٢/ ٦٢.