فرع: [المدلس وأقسامه]:
فرع: [المُدلَّس وأقسامه]:
  وجمهور من قَبِل المرسل(١) يقبل المدلّس(٢)؛ لأنه نوع منه. وليس المراد بالمُدلَّس معناه الأصلي، فلا شبهة في رد رواية المُدلِّس المُعمِّي؛ إذ التعمية تقدح في العدالة. والمراد معناه العرفي(٣). وردَّه أقلهم إذا رُوي بالعنعنة(٤). والأكثرون: لا يقبلون منه أيضاً إلا تدليس الإسناد، وهو أن يروي عن شيخ شيخه مع إسقاطه(٥)، وتدليس الشيوخ، وهو أن يُسمَّي مَن روى عنه بغير اسمه المشهور(٦)، كأبي عبدالله الحافظ، يعني: الذهبي، تشبيهاً بالحاكم أبي عبدالله البيهقي. دون تدليس العطف، وهو أن يعطف على من سمعه(٧) عنه مَنْ لم يسمع عنه(٨)، ويوهم السامع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان، وتدليس التسوية، وهو أن يروي الحديث عن ثقة، والثقةُ عن ضعيف، والضعيف عن ثقة، فيسقط الضعيف، فيستوي الإسناد كله ثقات. فأقسامه أربعة كما ترى.
تنبيه: [فوائد تلحق ما تقدم]:
  يلحق بذلك ثلاث فوائد:
  الأولى: أن هذا الكلام كله فيما لم يتعارض، وعند التعارض يجب البحث عن الأسانيد؛ لوجوب الترجيح حينئذٍ بالإجماع، وتوقف الترجيح على النظر في الأسانيد.
(١) في (ج): «المراسيل».
(٢) التدليس في اللغة: هو الخيانة والخدع.
(٣) قال في الجوهرة: وقد تعورف بالتدليس في أن يروي عن شيخ شيخه ويحذف ذكر شيخه الذي سمع منه الحديث. انظر ص ٢٧٨.
(٤) هي تسلسل الرواة بعن.
(٥) تدليس الإسناد: هو أن يسقط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه.
(٦) من اسم أو كنية أو لقب أو نسبة إلى قبيلته.
(٧) لفظ الفلك الدوار: فأما تدليس العطف وهو أن يعطف على من سمع منه من لم يسمع عنه موهماً للسماع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان وراء النهر. ص ٢١٥ ط/ الأولى.
(٨) سقط من (أ): «عنه».