الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فرع: [المدلس وأقسامه]:

صفحة 156 - الجزء 1

فرع: [المُدلَّس وأقسامه]:

  وجمهور من قَبِل المرسل⁣(⁣١) يقبل المدلّس⁣(⁣٢)؛ لأنه نوع منه. وليس المراد بالمُدلَّس معناه الأصلي، فلا شبهة في رد رواية المُدلِّس المُعمِّي؛ إذ التعمية تقدح في العدالة. والمراد معناه العرفي⁣(⁣٣). وردَّه أقلهم إذا رُوي بالعنعنة⁣(⁣٤). والأكثرون: لا يقبلون منه أيضاً إلا تدليس الإسناد، وهو أن يروي عن شيخ شيخه مع إسقاطه⁣(⁣٥)، وتدليس الشيوخ، وهو أن يُسمَّي مَن روى عنه بغير اسمه المشهور⁣(⁣٦)، كأبي عبدالله الحافظ، يعني: الذهبي، تشبيهاً بالحاكم أبي عبدالله البيهقي. دون تدليس العطف، وهو أن يعطف على من سمعه⁣(⁣٧) عنه مَنْ لم يسمع عنه⁣(⁣٨)، ويوهم السامع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان، وتدليس التسوية، وهو أن يروي الحديث عن ثقة، والثقةُ عن ضعيف، والضعيف عن ثقة، فيسقط الضعيف، فيستوي الإسناد كله ثقات. فأقسامه أربعة كما ترى.

تنبيه: [فوائد تلحق ما تقدم]:

  يلحق بذلك ثلاث فوائد:

  الأولى: أن هذا الكلام كله فيما لم يتعارض، وعند التعارض يجب البحث عن الأسانيد؛ لوجوب الترجيح حينئذٍ بالإجماع، وتوقف الترجيح على النظر في الأسانيد.


(١) في (ج): «المراسيل».

(٢) التدليس في اللغة: هو الخيانة والخدع.

(٣) قال في الجوهرة: وقد تعورف بالتدليس في أن يروي عن شيخ شيخه ويحذف ذكر شيخه الذي سمع منه الحديث. انظر ص ٢٧٨.

(٤) هي تسلسل الرواة بعن.

(٥) تدليس الإسناد: هو أن يسقط الراوي اسم شيخه الذي سمع منه.

(٦) من اسم أو كنية أو لقب أو نسبة إلى قبيلته.

(٧) لفظ الفلك الدوار: فأما تدليس العطف وهو أن يعطف على من سمع منه من لم يسمع عنه موهماً للسماع منه، نحو: حدثنا فلان وفلان وراء النهر. ص ٢١٥ ط/ الأولى.

(٨) سقط من (أ): «عنه».