الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).

صفحة 216 - الجزء 1

  السابع: أن يتحد ما إليه الإضافة، فلو قلت: «الأربعة نصف» وأردت نصف الثمانية، «وليس بنصف» وأردت العشرة - لم يتناقض.

  الثامن: أن يتحد وجه الحمل، فلو قلت: «الماء في البئر مروٍ مُطهِّر» وأردت بالقوة، أي: له صلاحية الرَّيِّ والتطهير، «الماء في البئر ليس بمروٍ ولا مُطهِّر» وأردت بالفعل - لم يتناقض.

  والتاسع - وهو الذي يختص المحصورة -: أن تختلف القضيتان في الكَميِّة التي هي الجزء والكل، فيكون نقيضُ الموجبة الكلية سالبةً جزيئة، والعكس، ونقيض السالبة الكلية موجبة جزئية، والعكس. فلو كانتا جزئتين جميعاً لم يتناقضا⁣(⁣١)؛ لجواز أن يصدقا، كما إذا قلت: «بعض الناس كاتب، بعض الناس ليس بكاتب». وكذلك إذا كانتا كليتين لم يتناقضا؛ لجواز أن يكذبا جميعاً، كما إذا قلت: «كل إنسان كاتب، ليس شيء من الناس بكاتب». وهذا هو الوجه في اشتراط جميع هذه الشروط؛ لأنه متى اختل واحد منها جاز أن تكونا كاذبتين جميعاً، أو صادقتين جميعاً، فتبطل خاصِّية التناقض التي هي اختلافهما في الصدق والكذب، كما تقدم.

[العكس المستوي]:

  (والعكس) نوعان: عكس المستوي وعكس النقيض.

  فالعكس (المستوي: تحويل جزئي الجملة على وجه يصدق) والتحويل بأن تجعل الموضوع محمولاً، والمحمول موضوعاً.

  وقوله: «على وجه يصدق» أي: على تقدير صدق الأصل، لا في نفس الأمر؛ إذ قد يكذب هو وأصله، نحو: «كل إنسان فرس»، عكسه: «بعض الفرس


(١) في (أ) تتناقض.