(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).
  كاتباً»، أو «ليس بعض»، كقولك: «ليس بعض الإنسان كاتباً».
  إذا عرفت هذا فالتناقض له شروط تسعة، ثمانية منها تعم الشخصية والمحصورة، والتاسع يختص المحصورة:
  الأول: أن تختلف القضيتان في الكيفية، فتكون إحداهما موجبة، والأخرى سالبة.
  الثاني: أن يتحد موضوعهما ليكون الذي أثبتَّ له الحكم هو الذي نفيته عنه، كقولك: «زيد كاتب، زيد ليس بكاتب»، فلو قلتَ: «زيد كاتب»، «عمرو ليس بكاتب»(١) لم يتناقضا. وقد يلتبس الحال، وذلك في المشترك، كقولك: «الحَمل يُذبح» وأردت ولد الشاة، و «الحمل لا يذبح» وأردت النجم.
  الثالث: أن يتّحد المحمول، فلو قلت: «زيد كاتب»، «زيد ليس بنجار»(٢) لم يتناقضا. وقد يلتبس أيضاً، كقولك: «زيد مختار، زيد ليس بمختار» وأردت بأحدهما اسم الفاعل، وبالآخر اسم المفعول فلا يتناقضا(٣).
  الرابع: أن يتحد المكان، فلو قلت: «زيد في الدار، زيد ليس في الدار» وأردت في دار عمرو لا في دار خالد - لم يتناقضا(٤).
  الخامس: أن يتحد الزمان، فلو قلت: «زيد موجود» وأردت موجود الآن، «زيد ليس بموجود» وأردت في زمن النبي ÷ - لم يتناقضا(٥).
  السادس: أن يتحد محل المحمول من الموضوع، فلو قلت: «زيد الزنجي أسود» وأردت ظاهر البشرة، «زيد الزنجي ليس بأسود» وأردت الأسنان - لم يتناقضا(٦).
(١) ومثله: العلم نافع، الجهل ليس بنافع.
(٢) ومثله: العلم نافع، العلم ليس بضار.
(٣) في (ج): فلا تناقض. وفي (ب): «فلا يتناقض».
(٤) في (ج) و (ب): «لم يتناقض».
(٥) في (ج) و (ب): «لم يتناقض».
(٦) في (أ) و (ب): «لم يتناقض».