[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  
  وبه نستعين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
  الحمد لله الذي برأ الأنام بقدرته الإلهية، وعمهم بالكرامات الظاهرة والخفية(١)، وخص من اصطفاه(٢) منهم بمزايا فخيمة سنيّة، فسلكوا منهج الحق، وسادوا(٣) على الخلق، أولئك العصابة المهديَّة من أنبيائه، وورثتهم العلماء(٤) الْمُبلِّغين، والمُستنبطين للأحكام الشرعية، العارفين بمباني أصولها(٥) ومعانيها، التي هي الكتاب والسنة النبوية. وخصَّنا بمحمد رسولًا، المخصوص بالكرامات، المؤيد بالمعجزات، سيد ولد آدم ولا فخر، المبعوث إلى الأسود(٦) والأحمر(٧)، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته(٨) المُحقِّين، والتابعين لهم بإحسان، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعدُ ..
  فلمَّا كان معرفةُ الحلال والحرام سبب الصلاح في القوام(٩)، والنجاة يوم المعاد
(١) المراد بالظاهرة ما ظهر أنها نعمة، وبالخفية ما خفي عن المكلف أنها نعمة. (أ).
(٢) في (ج): اصطفى.
(٣) أصله التعدي بنفسه، ولعله تعدى بـ «على» لتضمنه معنى ارتفع.
(٤) المراد بهم أهل البيت $ كأنهم المرادون بالإرث في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا}[فاطر ٣٢]. هامش (أ).
(٥) في هذا براعة استهلال، وحقيقتها: أن يذكر المتكلم في أول كلامه ما يشعر بمقصوده. هامش (ج).
(٦) أي: العرب. هامش (ب). وقال المصنف في شرح الثلاثين المسألة: الأسود: عبارة عن السودان والعرب لتقارب ألوانهم.
(٧) أي: العجم. هامش (ب)، وقال المصنف في شرح الثلاثين المسألة: الأحمر: عبارة عن الترك والروم، ونحوهم ممن لا خضرة في ألوانهم.
(٨) في الأم: «وصحابته والتابعين المحقين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين».
(٩) أي: الهداية. هامش (ب).