الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 27 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  وبه نستعين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

  الحمد لله الذي برأ الأنام بقدرته الإلهية، وعمهم بالكرامات الظاهرة والخفية⁣(⁣١)، وخص من اصطفاه⁣(⁣٢) منهم بمزايا فخيمة سنيّة، فسلكوا منهج الحق، وسادوا⁣(⁣٣) على الخلق، أولئك العصابة المهديَّة من أنبيائه، وورثتهم العلماء⁣(⁣٤) الْمُبلِّغين، والمُستنبطين للأحكام الشرعية، العارفين بمباني أصولها⁣(⁣٥) ومعانيها، التي هي الكتاب والسنة النبوية. وخصَّنا بمحمد رسولًا، المخصوص بالكرامات، المؤيد بالمعجزات، سيد ولد آدم ولا فخر، المبعوث إلى الأسود⁣(⁣٦) والأحمر⁣(⁣٧)، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته⁣(⁣٨) المُحقِّين، والتابعين لهم بإحسان، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعدُ ..

  فلمَّا كان معرفةُ الحلال والحرام سبب الصلاح في القوام⁣(⁣٩)، والنجاة يوم المعاد


(١) المراد بالظاهرة ما ظهر أنها نعمة، وبالخفية ما خفي عن المكلف أنها نعمة. (أ).

(٢) في (ج): اصطفى.

(٣) أصله التعدي بنفسه، ولعله تعدى بـ «على» لتضمنه معنى ارتفع.

(٤) المراد بهم أهل البيت $ كأنهم المرادون بالإرث في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا}⁣[فاطر ٣٢]. هامش (أ).

(٥) في هذا براعة استهلال، وحقيقتها: أن يذكر المتكلم في أول كلامه ما يشعر بمقصوده. هامش (ج).

(٦) أي: العرب. هامش (ب). وقال المصنف في شرح الثلاثين المسألة: الأسود: عبارة عن السودان والعرب لتقارب ألوانهم.

(٧) أي: العجم. هامش (ب)، وقال المصنف في شرح الثلاثين المسألة: الأحمر: عبارة عن الترك والروم، ونحوهم ممن لا خضرة في ألوانهم.

(٨) في الأم: «وصحابته والتابعين المحقين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين».

(٩) أي: الهداية. هامش (ب).