الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

النسخ المعتمدة

صفحة 28 - الجزء 1

  من عذاب الملك العلَّام، وكان لذلك⁣(⁣١) قواعد كُلِّيَّة، ومقدمات مُوصلة إلى ذلك المرام - أفرد السلف - جزاهم الله أفضل الجَزاءِ، وحبَاهم⁣(⁣٢) بأوفر الإجزاء⁣(⁣٣) - لذلك⁣(⁣٤) فنًّا سمَّوه أصول الفقه، فجاء علماً عظيم الحظ في معرفة الأحكام.

  وقد صنف العلماء في ذلك كتباً عديدة، بسيطة ومتوسطة ومختصرة مفيدة، وأنَّ المختصرَ للإمام العلامة المُحقِّق⁣(⁣٥) القدوة الصَمصامة⁣(⁣٦)، جمال الإسلام، محمد بن يحيى بهران الزيدي تغمده الله بالغفران والرحمة والرضوان مع صغر حجمه ولطافة نظمه - كثيرُ الفوائد، مؤسس للمقدمات والقواعد، فهو كما سمَّاه مؤلفه ¦ الكافل بنيل السؤل في علم الأصول، سِوى أنه إلى الآن محجوب الأسرار بكثائف الأستار، ومُغطَّى الدقائق والحقائق عن لطائف الأفكار، فصرفت همتي نحو تلخيص مقاصده ومبانيه، وفتح مقفلات ألفاظه ومعانيه؛ رجاء لنيل النعيم الأسنى، والظفر بالمواهب الحسنى، سالكاً سبيل الاختصار، مائلاً عن نهج⁣(⁣٧) الإطناب والإكثار؛ إذ هو ربما يملُّ بل ربما يُترك⁣(⁣٨)، فهو إذاً بالمراد مُخل، وعلى الله توكلي، وإليه مصيري، وهو وَزَرِي⁣(⁣٩) وموئلي وظهيري.

  () الباء: إما للاستعانة، أو للمصاحبة،


(١) أي: لمعرفة الحلال والحرام.

(٢) حباهم: بمعنى أكرمهم، وأوفر الشيء: كثّرة وأتمه، ويقال: جزاء موفور، أي: لم ينقص منه شيء.

(٣) في (ب): الأجر.

(٤) أي: للقواعد الكلية.

(٥) التحقيق: هو إثبات المسألة بدليلها مع دلائل أخرى. وقيل: هو إثبات المسألة بدليلها وعلتها مع رد قوادحها. وقيل: البحث في المسائل وعوارضها.

(٦) الصمصامة: السيف الذي لا ينثني، ويطلق على الماضي في الأمر بعزيمة، وهو المراد. من القاموس والمعجم الوسيط.

(٧) في (ج): منهج.

(٨) في (أ): ترك.

(٩) الوَزَر: هو الجبل، ويطلق على الملجأ والمعتصم، وهذا الأخير هو المراد، والله أعلم.