الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[أدلة استحباب البدء بالتسمية]

صفحة 31 - الجزء 1

[أدلة استحباب البدء بالتسمية]:

  نعم، الدليل على استحباب البداية بالتسمية من جهة العقل والسمع.

  أمَّا من جهة العقل: فإن الباري - جل وعلا - لما كان هو المرخي علينا أصول النعم وفروعها كان اللائق⁣(⁣١) منَّا أن نبتدئ باسمه تبركاً بذكره.

  وأما السمع: فمن الكتاب العزيز قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}⁣[العلق]، وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠}⁣[النمل]، وشرائعُ مَن قبلنا تلزمنا ما لم تُنسخ.

  وأما من السنة فالحديث المشهور عن النبي ÷: «كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر» أي: [مقطوع]⁣(⁣٢) منزوع البركة. ومعنى «ذي بال»: مقصود فعله⁣(⁣٣)، ذكره المصنف |. وقد ذكر ابن أبي الخير⁣(⁣٤) وغيره أن معناه: خطر بالبال.

  وأما الإجماع: فلا خلاف بين المسلمين في البداية بالتسمية في كل ما يقصد من قول أو فعل، قيل: إلا في أمرين فإنه لم يُؤْثر فيهما البداية بالتسمية:

  أحدهما: نحو الأذان والإقامة والخطبة، والآيات من وسط⁣(⁣٥) السورة⁣(⁣٦) على قول. وقد قيل: إن الوجه في ذلك أنها ذكرٌ لله محضٌ كالتسمية، فلو شرعت التسمية قبلها لأدى ذلك إلى التسلسل.

  قال المصنف ¦ في شرح الأثمار: وليس المراد بالتسمية خصوصية


(١) في (أ):» الأليق».

(٢) ما بين المعكوفين سقط من (ج).

(٣) لا إذا لم يكن مقصوداً فعله كطرفة العين والحركة اليسيرة. هامش (ب).

(٤) ابن أبي الخير هو علي بن عبدالله بن أحمد بن أبي الخير الصائدي، من علماء الزيدية في القرن الثامن الهجري (ت ٧٩٣ هـ). معجم المؤلفين الزيدية.

(٥) وكذا من أول سورة براءة [التوبة]. هامش (ب).

(٦) في (ج): «السور».