مسألة: [طرق العلة]:
  الإجماع منعقد على أن علة كفرهم اعتقاد نفي الصانع.
[الطريق الثاني من طرق العلة: النص]:
  (وثانيها) أي: الطرق (النص، وهو) قسمان: (صريح وغير صريح) هكذا ذكره ابن الحاجب؛ لأنه جعل التنبيه - وهو غير الصريح - قسماً من النص لا قسيماً له؛ نظراً إلى أن دلالته لفظية وإن افتقرت إلى النظر والاستدلال. وقال في الفصول: إنه ليس من النص، ورواه في الحواشي(١) عن أبي الحسين والآمدي؛ نظراً إلى أن دلالته ليست بحسب الوضع؛ فيكون مسلكاً مستقلاً قسيماً للنص لا قسماً منه، وعلى هذا جرت قاعدة أصحابنا.
  (فـ) ـالأول من قسمي النص وهو (الصريح): ما دل بوضعه، وهو مراتب: منها - وهو أقواها -: ما لا يحتمل غير العلّيّة، وهو (ما أُتِيَ فيه بأحد حروف) صريحة في (التعليل، مثل: لعله كذا(٢) ، أو لأجل كذا) أو لسبب كذا، أو لمؤثر، أو لموجب، أو من أجل(٣)، أو كي يكون(٤) كذا. وهذا قاطع في العلّيّة (أو) ظاهرة فيه، نحو: (لأنه) كذا، أو إن كان كذا، نحو: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة ٦]، أو بكذا(٥). ومنه(٦) إذاً يكون كذا(٧)، وجعله العضد من الأول(٨). وهذا دون الأول؛ لأن هذه الحروف قد تجيء لغير العلّيّة(٩)،
(١) أي: حواشي الفصول.
(٢) نحو قوله تعالى: {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}.
(٣) نحو قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
(٤) نحو قوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}.
(٥) نحو قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ ..} الآية [النساء ١٥٥]، وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران ١٥٩].
(٦) أي: من الظاهر في التعليل.
(٧) نحو: قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ}.
(٨) أي: من الصريح في التعليل.
(٩) فليست نصاً في المقصود.