مسألة: [طرق العلة]:
  فَـ «اللام» للعاقبة، مثل قول الشاعر:
  لدوا للموت وابنوا للخراب ... [فكلكم يصير إلى الذهاب](١)
  و «الباء» للمصاحبة(٢) والتعدية والزيادة. و «إن» للشرطية، أي: اللزوم(٣) من غير سببية، ولمجرد الاستصحاب، وهو ثبوت أمر على تقدير أمر بطريق الاتفاق(٤)، فدلالتها على التعليل بطريق الظهور.
  ومنها: ما دخل فيه الفاء في لفظ الرسول ÷ (أو) في لفظ غيره، مثل: (فإنه) إما في الوصف(٥)، مثل قوله ÷: «زملوهم بكلومهم(٦) ودمائهم؛ فإنهم يحشرون وأوداجهم تشخب دماً»، وإما في الحكم، كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة ٣٨]. والحكمة فيه(٧): أن الفاء للترتيب، والباعث متقدم في العقل متأخر في الخارج، فجوز ملاحظةُ الأمرين دخولَ الفاء على كل من العلة والحكم. وهذا دون ما قبله؛ لأن الفاء إنما تدل بحسب الوضع على الترتيب، ودلالتها على العلّيّة إنما تستفاد بطريق النظر والاستدلال.
  ومثال دخولها في غير لفظ الشارع قول الراوي: سهى فسجد، وزنا ماعز فرجم. وهذا يقبل، وسواء فيه الفقيه وغيره، خلافاً لأبي حنيفة؛ لأنه لو لم يُفهم ترتيب(٨) الحكم على الوصف لم يَقُلْه. وهذا دون ما قبله؛ لاحتمال الغلط، إلا أنه لا ينفي الظهور.
(١) عجز البيت سقط من (أ).
(٢) نحو: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ}[الحجر ٤٦]
(٣) نحو: زيد بخيل وإن كثر ماله. وفي (أ): «للزوم».
(٤) نحو: إن كان الإنسان ناطقاً فالحمار ناهق.
(٥) أي: تدخل الفاء على الوصف كما في الحديث.
(٦) كلمته كلماً: أي: جرحته، أطلق المصدر على الجرح، وجُمع على كلوم. مصباح.
(٧) لفظ القسطاس: والحكمة في دخول الفاء تارة في الوصف وتارة في الحكم - أن الفاء للترتيب، والباعث متقدم في التعقل متأخر في الوجود، فجوز ملاحظة تقدم الباعث في التعقل وتأخره في الوجود دخول الفاء على كل من العلة والحكم.
(٨) في (أ): «ترتب».