[أدلة استحباب حمد الله بعد التسمية]
[أدلة استحباب حمد الله بعد التسمية]:
  والدليل على استحباب تعقيب التسمية بالحمد ما مرَّ من الدليل العقلي.
  ومن السمع: ابتداؤه تعالى السبع المثاني به، حيث قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}[الفاتحة].
  ومن السُّنة: ما أخرجه أبو داوود من رواية زيد بن أرقم: أن رسول الله ÷ قال: «كُلُّ كلامٍ لا يُبدأ فيه بالحمدِ لله فهو أجذ(١)»، ذكره المصُنِّف ¦ في شرح الأثمار.
  ومن الإجماع: أنه لا خلاف في استحباب ذلك، واستهجان تركه، والله أعلم.
  (لله) إنما خصَّها من بين أسمائه لما تقدم من أنها اسمٌ خاصٌّ للذات، فلو قال: الخالق أونحوه أَوْهَمَ اختصاصَ الحمدِ بوصفٍ دون وصف.
  (على سوابغ نعمائه) السوابغ: جمع سابغة، والسبوغ: الشمول، ومنه سبوغ الثوب، والسابغ أيضاً: الكامل الوافي، ومنه إسباغ الوضوء، والسوابغ: الدروع الوافية، ذكره الفقيه(٢).
  والنعماء: هي ما قصد به الاحسان والنفع، والمراد بالنعماء: كل نعمه؛ ولذلك لم يقيدها بشيء مخصوص. والنعم أصول وفروع، فالأصول(٣): خلْقُ الحي حيًّا، وخلْقُ شهوته، وتمكينُهُ من المشتهى أو ما يقوم مقام التمكين، وهو الأعواض(٤)،
(١) أجذ أي: مقطوع.
(٢) هو العلامة المذاكر: يوسف بن أحمد بن عثمان صاحب المؤلفات الفائقة، كالثمرات اليانعة، والزهور على اللمع، والرياض على التذكرة (ت ٨٣٢). باختصار من لوامع الأنوار ج/١/ ٥٨٤، وما بعدها لسيدي الحجة مجد الدين المؤيدي # ط/ الثالثة. وكلما أُطلق الفقيه في هذا الكتاب فهو المقصود.
(٣) سميت أصولاً لأن الانتفاع لا يحصل إلا بمجموعها؛ إذ مع اختلال واحد منها لا يتهيأ الانتفاع، وأما كمال العقل وإن كان تتهيأ اللذة الدنيوية بدونه فهو لنعمة الآخرة التي هي الثواب؛ إذ لا يوصل إلى ذلك إلا بكمال العقل، وما عداه فهو أصل لنعم الدنيا، ذكره المتكلمون. هامش (أ).
(٤) في الآخرة. هامش (ج).