الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[الاعتراضات]

صفحة 389 - الجزء 1

  ومعناها: هو أن يُبدي المعترض معنى آخر، إما صالحاً للاستقلال بالعلّيّة، أولا، والثاني لا يحتمل أن يكون علة مستقلة، بل غايته احتمال أن يكون جزء علة، والأول يحتمل أن يكون علة بالاستقلال وأن يكون جزء علة؛ بأن تكون العلة هي الوصف المعارَض والمعارَض به جميعاً، وعلى التقديرين فلا يحصل الحكم بالأول وحده (كما إذا علل المستدل حرمة الربا بالطعم، فعارضه المعترض بالكيل) أو القوت، فهذا⁣(⁣١) يحتمل أن يكون باعتبار أن القوت هو⁣(⁣٢) العلة وحده، أو العلة هي⁣(⁣٣) مجموع الطعم والقوت، وهذا مثال المستقل. وأما غير المستقل فمثاله: أن يعلل القصاص في المحدد بكونه قتلاً عمداً عدواناً، فمعارضته بكونه بالجارح لا يحتمل سوى أن يكون هو جزء العلة؛ لأنه لا يصلح للاستقلال.

  نعم، وقد اختلف في قبول هذه المعارضة، والمختار: قبولها؛ والا لزم التحكم، وهو باطل ضرورةً واتفاقاً، بيان لزومه⁣(⁣٤) من عدم القبول: أن الصلاحية للاستقلال والجزئية جميعاً في الصورة الأولى، أو للجزئية فقط في الصورة الثانية - مشتركة بين وصفي المستدل والمعارض، وإلا فما المخصص للطّعم بذلك دون القوت؟ وما المخصص لوصف المستدل في الصورة الثانية، ولكل من قيوده - كالعمد العدوان - بالجزئية دون الجارح⁣(⁣٥)؟ فكان الحكم باستقلال وصف المستدل أو جزئيته دون استقلال وصف المعارض أو جزئيته تحكماً؛ لتساويهما في الصلاحية من غير مرجح في الوجود.


(١) في (ج): «فإنه».

(٢) في (أ) و (ب): «هي».

(٣) في (ج): «هو».

(٤) لفظ شفاء غليل السائل للطبري: بيانه: أن المُبدى يصلح علة مستقلة وجزءاً، كما أن المدعى علّيّته وقيوده كذلك، فقبول أحدهما دون الآخر تحكم.١/ ٢٣٨. ط/١ مكتبة أهل البيت.

(٥) وهو الحاد.