[تقسيم آخر للمنطوق]
  وقصره التهامي(١) والغزالي والطبري(٢) على الأول(٣). ويطلقه الفقهاء على ما دل على معنى كيف كان(٤).
  (و) النص (دلالته) على معناه (قطعية) ضرورية، كالجلي، واستدلالية، كالخفي، والله أعلم.
  (وإلا) يفيد معنى لا يحتمل غيره (فظاهر) وهو الذي يفيد معنى يحتمل غيره. (و) الظاهر (دلالته) على معناه (ظنية. قيل: ومنه) أي: من الظاهر (العام) كما سيأتي؛ فإن دلالته على أفراده بالظهور لا النص، وهذا قول أئمتنا $ والمعتزلة، ولكنهم يفصلون بين وروده في العلمي والعملي كما مر؛ ومن هنا جوزوا تخصيص العام القطعي بالآحادي في العمليات، دون العلميات؛ فمنعوا تخصيص عمومات الوعيد بأخبار الوعد.
[تقسيم آخر للمنطوق]:
  (ثم النص) ينقسم إلى قسمين: لأنه (إما صريح: وهو ما وضع له اللفظ بخصوصه) والمراد: دلالة اللفظ على ما وضع له بالاستقلال أو بمشاركة الغير، فيشمل المطابقة، كدلالة العشرة على الخمستين، والتضمّن، كدلالتها على خمسة(٥). (وإما غير صريح: وهو ما) لم يدل عليه بأحدهما (بل يلزم عنه(٦)) فيدل عليه بالالتزام، كدلالة العشرة على الزوجية. والمعنى: أنه دلالة اللفظ على ما لم يوضع له.
(١) التهامي: هو الحسن بن مسلم التهامي، من علماء الزيدية في القرن السادس.
(٢) الطبري: هو أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري، من أصحاب الإمام الهادي #، توفي بعد عام ٣٤٠ هـ.
(٣) أي: الجلي.
(٤) أي: سواء كانت دلالته خفية أو جلية، قطعية أو ظنية، محتملة أو غير محتملة. الدراري المضيئة.
(٥) فإن لفظ «العشرة» يتضمن الدلالة على الخمسة وليس بموضوع لذلك، بل ليفيده مع غيره. مرقاة الوصول للسيد داود بتصرف ص ٥٤١ مركز الإمام عز الدين بن الحسن (ع).
(٦) أي: يفيده اللفظ لا لأجل كونه وضع له، بل لكونه يلزم عنه فيفهم عند ذكره. هامش كاشف لقمان.