[حكم الصلاة على النبي ÷]
  (قريب المنال) أي: يظفر الطالب بفهم القواعد منه بسهولة.
  (غريب المنوال) أي: مخالف لسائر ترتيب كتب الفن في أسلوبه واختصاره.
  وأصل المنوال: هو الخشبة التي يطوي عليها الحائك ما ينسجه، فإذا أريد وصف شيء بالجودة وعدم النظير له قيل: هذا الشيء لم ينسج غيره على منواله، ونحو ذلك(١)، تشبيهاً له بالثوب الجيّدِ الذي لم ينسج غيره على منواله من الثياب؛ لانحطاطها عنه في الجودة.
  (كافل لمن اعتمده إن شاء الله ببلوغ الآمال) أي: متحمِّلٌ ضامنٌ، من باب المجاز العقلي. والآمال: جمع أمل، وهو الترقبُ لحصول أمرٍ من الأمور.
  (وارتقاء ذروة الكمال) الارتقاء: هو الارتفاع ارتقى يرتقي ارتقاءً، أي: ارتفع، والذُروة - بضم الذال المعجمة -: هي رأس الشيء، يقال: ذروة الجبل، وذروة السنام. وهذا من باب الاستعارة بالكناية؛ لأنه ذكر المشبه - وهو الكمال - وأراد به الشيء المرتفع، وادَّعى أنه لم يكن غيره؛ بقرينة إضافة الذروة إليه، فقد ذكر المُشبّه - وهو الكمال - وأراد به المُشبّه به، وهو الشيء المرتفع، والاستعارة بالكناية لا تنفك عن التخييلية(٢)، بمعنى: أنه لا يوجد استعارة بالكناية بدون الاستعارة التخييلية؛ لأن في إضافة خواص المشبه به إلى المشبه استعارة تخييلية، وتحقيقُها هاهنا: أنه شبَّه الكمالَ بالشيء المرتفع، كالجبل مثلاً، فجعل له تلك الصورة، واخترع لازماً(٣) للمشبه به، وهو الذروة فاخترع للكمال مثل صورة الذروة، ثم أطلق عليها لفظ الذروة(٤).
(١) في (ب): وغير ذلك.
(٢) الاستعارة التخيلية: هي ذكر شيء من لوازم المشبه به وإضافته إلى المشبه.
(٣) في (ج): لا زماً منها.
(٤) هذا على مذهب السكاكي في الاستعارة التخييلية، وأما عند الجمهور فإنما هي إثبات لازم المشبه به للمشبه، فهي من باب المجاز العقلي.