الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 44 - الجزء 1

  (قريب المنال) أي: يظفر الطالب بفهم القواعد منه بسهولة.

  (غريب المنوال) أي: مخالف لسائر ترتيب كتب الفن في أسلوبه واختصاره.

  وأصل المنوال: هو الخشبة التي يطوي عليها الحائك ما ينسجه، فإذا أريد وصف شيء بالجودة وعدم النظير له قيل: هذا الشيء لم ينسج غيره على منواله، ونحو ذلك⁣(⁣١)، تشبيهاً له بالثوب الجيّدِ الذي لم ينسج غيره على منواله من الثياب؛ لانحطاطها عنه في الجودة.

  (كافل لمن اعتمده إن شاء الله ببلوغ الآمال) أي: متحمِّلٌ ضامنٌ، من باب المجاز العقلي. والآمال: جمع أمل، وهو الترقبُ لحصول أمرٍ من الأمور.

  (وارتقاء ذروة الكمال) الارتقاء: هو الارتفاع ارتقى يرتقي ارتقاءً، أي: ارتفع، والذُروة - بضم الذال المعجمة -: هي رأس الشيء، يقال: ذروة الجبل، وذروة السنام. وهذا من باب الاستعارة بالكناية؛ لأنه ذكر المشبه - وهو الكمال - وأراد به الشيء المرتفع، وادَّعى أنه لم يكن غيره؛ بقرينة إضافة الذروة إليه، فقد ذكر المُشبّه - وهو الكمال - وأراد به المُشبّه به، وهو الشيء المرتفع، والاستعارة بالكناية لا تنفك عن التخييلية⁣(⁣٢)، بمعنى: أنه لا يوجد استعارة بالكناية بدون الاستعارة التخييلية؛ لأن في إضافة خواص المشبه به إلى المشبه استعارة تخييلية، وتحقيقُها هاهنا: أنه شبَّه الكمالَ بالشيء المرتفع، كالجبل مثلاً، فجعل له تلك الصورة، واخترع لازماً⁣(⁣٣) للمشبه به، وهو الذروة فاخترع للكمال مثل صورة الذروة، ثم أطلق عليها لفظ الذروة⁣(⁣٤).


(١) في (ب): وغير ذلك.

(٢) الاستعارة التخيلية: هي ذكر شيء من لوازم المشبه به وإضافته إلى المشبه.

(٣) في (ج): لا زماً منها.

(٤) هذا على مذهب السكاكي في الاستعارة التخييلية، وأما عند الجمهور فإنما هي إثبات لازم المشبه به للمشبه، فهي من باب المجاز العقلي.