الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [ألفاظ العموم:]

صفحة 498 - الجزء 1

  وقالت الأشعرية والفقهاء: بل ظني فيهما⁣(⁣١)، قال الجويني: إلا إذا لاح قصد التعميم⁣(⁣٢).

مسألة: [ألفاظ العموم:]

  (وألفاظ العموم) الموضوعة له التي لا يفهم منها عند الإطلاق سواه:

  (كُلّ) في الإثبات، وإذا كانت في حيِّز النفي - بأن أُخرت عن أداته من غير فصل، نحو: «ما كل بيع حلالاً»، أو جُعلت معمولة للفعل المنفي، نحو: «لم آخذ كل الدراهم»، و «كل الدراهم لم آخذ» - توجه النفي إلى الشمول خاصة، وأفاد ثبوته لبعض⁣(⁣٣). وإلا تكن⁣(⁣٤) في حيِّز النفي عمَّ، كقوله ÷: «كل ذلك لم يكن⁣(⁣٥)».

  (وجميع) وأجمعون وجُمَع (وأسماء الاستفهام والشرط) نحو: «مَن» للعقلاء، و «ما» لغيرهم، وهما يستعملان في الشرط والسؤال، كقوله ÷: «مَن أحيا أرضاً ميتة فهي له»، «ومن جاءك؟»، ونحو: «ما فعلتَ فعلتُ»، «وما صنعت؟»، و «أي» للعقلاء وغيرهم كذلك، فاستعمالها في الشرط والاستفهام لمن يعقل، نحو: أي الرجال أكرمته أكرمته، وأي الرجال عندك؟ ولما لا يعقل، نحو: أي الطعام تحب أحبه، وأي الطعام تحب؟. و «أين» و «أنَّى» في المكان استفهاماً وشرطاً، فاستعمالهما في الاستفهام نحو: أين زيد؟ {أَنَّى لَكِ هَذَا}⁣[آل عمران ٣٧] أي: في أيِّ مكان؟ ومن أي جهة⁣(⁣٦)؟ والشرط نحو: أنى تقعد أقعد،


(١) أي: في العلمي والعملي.

(٢) فإنه يكون قطعياً.

(٣) قال في الشرح الصغير ما لفظه: والحق أن هذا الحكم أكثري لا كلي؛ بدليل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}⁣[لقمان ١٨]، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}⁣[البقرة ٢٧٦]، وقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}⁣[القلم ١٠]. هامش كاشف لقمان.

(٤) في (أ): «وإن لم تكن».

(٥) وذلك عند ما قال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيتها؟

(٦) حصل لك هذا.