الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [ألفاظ العموم:]

صفحة 499 - الجزء 1

  وقوله: فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها. و «حيث» و «حيثما» شرطاً للمكان نحو: حيثما تجلس أجلس. و «متى» و «أيان» للزمان استفهاماً وشرطاً، فالاستفهام نحو: متى تخرج؟ {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}⁣[النازعات ٤٢]، والشرط نحو: متى تخرج أخرج، فأما «أيان» فهي لا تقع إلا استفهاماً. و «مهما» و «أينما» للشرط خاصة.

  (والنكرة المنفية) نحو: ما من رجل، ولا رجل في الدار.

  (و) منها (الجمع المضاف) كقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً}⁣[التوبة ١٠٣]، ونحو: علماء البصرة، خلافاً للأقلين. وكذا اسم الجمع، مثل: غنم القوم.

  (ومنها الموصول الجنسي) مثل: مَنْ وما والذي والتي لغير معين، عند الجمهور، خلافاً لأبي هاشم؛ فزعم أنه لا عموم فيه، وستأتي الحجة عليه.

  (ومنها المعرف بلام الجنس مفرداً أوجمعاً) فالمفرد كالرجل والماء لغير عهد، ولم يرد بهما تنكير⁣(⁣١). والجمع كالرجال. واسم الجمع مثله، كالغنم، وهو⁣(⁣٢): ما يطلق على ثلاثة فصاعدا بغير زنة الجمع، إذا عُرِّف بالأداة لغير عهد⁣(⁣٣). ومثلهما: اللذين واللاتي ومرادفهما، خلافاً لأبي هاشم في الجميع⁣(⁣٤).

  لنا: صحة الاستثناء، نحو: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}⁣[العصر ٢ - ٣]، ونحو ذلك.

  فأما الجنس المفرد المضاف - كالرجل - فالأصح أنه لا عموم فيه، خلافاً لابن عباس، والمرتضى، وأبي العباس، وغيرهم. بخلاف اسم الجنس⁣(⁣٥) المضاف - وهو ما يطلق على القليل والكثير، كالماء - فعام كالجمع.


(١) ليخرج لام العهد الذهني التي هي في المعنى كالنكرة، كقولك: دخلت السوق. هامش الفصول.

(٢) أي: اسم الجمع.

(٣) يخرج: جاءني الرجال لمعهودين بينك وبين مخاطبك، واشتر الغنم لمعهودين كذلك. الدراري المضيئة.

(٤) أي: في اسم الجنس وفي الجمع وفي اسم الجمع.

(٥) الفرق بين اسم الجمع واسم الجنس وإن اختصا في أن وزنهما مختص بالمفردات: أن اسم الجمع لا يقع على الواحد والاثنين، نحو: ركب، بخلاف اسم الجنس فإنه يقع عليهما.