الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [هل مثل: «يا أيها الناس» يشمل النبي ÷]:

صفحة 506 - الجزء 1

مسألة: [هل مثل: «يا أيها الناس» يشمل النبي ÷]:

  ومثل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} {يَا عِبَادِي} يشمل الرسول ÷، خلافاً لبعض المتكلمين والفقهاء مطلقاً، وللحليمي⁣(⁣١) والصيرفي إن اقترنت بـ «قل».

  قلنا: إن الصحابة فهموا دخوله ÷ في العمومات الواردة على لسانه، فكانوا إذا لم يفعل بمقتضاها سألوه ولم يُنكر⁣(⁣٢)، بل يذكر موجب التخصيص، وإذا⁣(⁣٣) فهموا ذلك من أمر الرسول ÷ ففي أمر الله الوارد على لسانه أولى.

مسألة: [هل خطاب المشافهة يشمل من سيوجد]:

  (و) اختلف في (أن مثل: يا أيها الناس) (يا أيها الذين آمنوا) مما وضع لخطاب المشافهة يدخل فيه من سيوجد أو لا يدخل، والمختار: أنه (لا يدخل فيه من سيوجد) وإنما هو خطاب للموجودين، فلا يثبت حكمه لمن بعدهم (إلا بدليل آخر(⁣٤)) من إجماع أو نص أو قياس. وقالت الحنابلة: بل هو خطاب للموجودين ولمن سيأتي بعدهم.

  لنا: أنا نعلم قطعاً أنه لا يقال للمعدومين: يا أيها الناس ونحوه.

  ولنا أيضاً: أنه امتنع خطاب الصبي والمجنون بنحوه، و إذا لم يوجه إلى نحوهم مع وجودهم - لقصورهم عن الخطاب - فالمعدوم أجدر أن يمنع⁣(⁣٥)؛ لأن تناوله له أبعد.


(١) هو أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، من فقهاء الشافعية، (ت ٤٠٣ هـ).

(٢) كما روي أنه ÷ أمر أصحابه بفسخ العمرة يوم الحديبية، فقالوا: أمرتنا بفسخ العمرة ولم تفسخ أنت؟ فلم ينكر عليهم ما فهموه من ذلك، بل عدل إلى بيان الموجب، فقال: «إني قلدت هديي». مرقاة الوصول للسيد داود ص ١٤٥.

(٣) في (ب): «فإذا».

(٤) أما بمجرد الصيغة فلا.

(٥) في (ب): «يمتنع».