مسألة: [هل مثل: «يا أيها الناس» يشمل النبي ÷]:
مسألة: [هل مثل: «يا أيها الناس» يشمل النبي ÷]:
  ومثل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} {يَا عِبَادِي} يشمل الرسول ÷، خلافاً لبعض المتكلمين والفقهاء مطلقاً، وللحليمي(١) والصيرفي إن اقترنت بـ «قل».
  قلنا: إن الصحابة فهموا دخوله ÷ في العمومات الواردة على لسانه، فكانوا إذا لم يفعل بمقتضاها سألوه ولم يُنكر(٢)، بل يذكر موجب التخصيص، وإذا(٣) فهموا ذلك من أمر الرسول ÷ ففي أمر الله الوارد على لسانه أولى.
مسألة: [هل خطاب المشافهة يشمل من سيوجد]:
  (و) اختلف في (أن مثل: يا أيها الناس) (يا أيها الذين آمنوا) مما وضع لخطاب المشافهة يدخل فيه من سيوجد أو لا يدخل، والمختار: أنه (لا يدخل فيه من سيوجد) وإنما هو خطاب للموجودين، فلا يثبت حكمه لمن بعدهم (إلا بدليل آخر(٤)) من إجماع أو نص أو قياس. وقالت الحنابلة: بل هو خطاب للموجودين ولمن سيأتي بعدهم.
  لنا: أنا نعلم قطعاً أنه لا يقال للمعدومين: يا أيها الناس ونحوه.
  ولنا أيضاً: أنه امتنع خطاب الصبي والمجنون بنحوه، و إذا لم يوجه إلى نحوهم مع وجودهم - لقصورهم عن الخطاب - فالمعدوم أجدر أن يمنع(٥)؛ لأن تناوله له أبعد.
(١) هو أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، من فقهاء الشافعية، (ت ٤٠٣ هـ).
(٢) كما روي أنه ÷ أمر أصحابه بفسخ العمرة يوم الحديبية، فقالوا: أمرتنا بفسخ العمرة ولم تفسخ أنت؟ فلم ينكر عليهم ما فهموه من ذلك، بل عدل إلى بيان الموجب، فقال: «إني قلدت هديي». مرقاة الوصول للسيد داود ص ١٤٥.
(٣) في (ب): «فإذا».
(٤) أما بمجرد الصيغة فلا.
(٥) في (ب): «يمتنع».